رغم الإبادة المستمرة في قطاع غزّة منذ أكثر من عام، أصرّت مؤسسة «فيلم لاب فلسطين» على إحياء «أيّام فلسطين السينمائية»، في موعدها المحدد، وأعلنت أخيراً، بالتعاون مع منصّة «أفلامنا»، عن بدء العروض في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر)، في ذكرى إعلان وعد بلفور المشؤوم.
وكانت المؤسسة قد أصدرت بياناً قبل حوالى شهرين، دعت فيه المؤسسات الثقافيّة وصالات العرض حول العالم، إلى استضافة عروض الأفلام الفلسطينية، ونقل مهرجان «أيّام فلسطين السينمائية» إلى العالم بأسره. وفي بيانها الجديد، أعلنت المؤسسة أنّها تمكنت من تنظيم 250 عرضاً لأفلام فلسطينيّة، موزعة على أكثر من 51 دولة حول العالم، من بينها: لبنان وإسبانيا والجزائر والهند وتونس وكرواتيا وكندا والسويد والنرويج وكولومبيا واليابان واليونان وغيرها. يأتي ذلك كنوع من المقاومة الثقافية، وخصوصاً مع قيام نتفليكس أخيراً بحذف مجموعة من الأفلام الفلسطينية على منصّتها (الأخبار 27/10/2024) في محاولة لمحاصرة السردية الفلسطينية وكتم صوت فلسطين.
على برنامج «أيّام فلسطين السينمائيّة»، وثائقي «لماذا المقاومة؟»، الذي يحمل توقيع المخرج اللبناني الراحل كريستيان غازي. يوثق العمل رؤية شخصيّات سياسية وأدبية مثل غسان كنفاني ونبيل شعت، حول الثورة الفلسطينية، مبرزاً تاريخها منذ أوائل القرن العشرين. كما يُعرض وثائقي «متسلّلون» للمخرج خالد جرّار الذي يستعرض معاناة الفلسطينيين اليومية في الضفة الغربية المحتلة مع جدار الفصل الذي فرّق الأُسر التي تعيش على ضفتيه، راصداً قصص أناس يسعون إلى ممارسة حياتهم الطبيعية وزيارة القدس المحتلة أو أهلهم، ومكابداتهم في اجتياز الجدار.
يشمل البرنامج أيضاً عرض وثائقي «معلول تحتفل بدمارها»، للمخرج ميشيل خليفي، الذي يوثق قرية «معلول» التي تقع في الجليل، والتي دمرتها قوّات الاحتلال عام 1948 وشرّدت سكّانها إلى لبنان أو بلدة الناصرة المجاورة. ومنذ ذلك الحين، لم يُسمح لأهالي معلول بزيارة القرية إلا مرّة واحدة في السنة في ذكرى الاحتلال، فأصبح تنظيم نزهة سنوية هناك تقليداً راسخاً.
وتتضمّن لائحة المهرجان خمسة أفلام أُخرى هي: «نائلة والانتفاضة» للمخرجة جوليا باشا، و«عائدة» للمخرجة كارول منصور، و«فلسطين» للمخرج عبدالله الخطيب، و«11 يوماً في مايو» الذي يُعد نتاج تعاون بين المخرج الفلسطيني محمد الصواف والمخرج البريطاني مايكل وينتربوتوم، وكذلك «المطلوبون الـ18» للفلسطيني عامر الشوملي والكندي بول كُوِن.
وأوضحت مؤسسة «فيلم لاب فلسطين»، في إعلانها عن الدورة الجديدة للمهرجان، أنّها ستعلن عن عروض إضافية لاحقاً. وأكدّت على أنّ إصرارها على إحياء المهرجان في موعده السنوي، رغم الظروف المأساوية التي تلحق في المنطقة، يأتي لتعزيز الأصوات الفلسطينية وتحدّي السرديّات المشوّهة.
* «أيّام فلسطين السينمائية»: بدءاً من الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) ـــ لمتابعة العروض في كل بلد، الرجاء زيارة: aflamuna.org