أوراق إعلامية

"إكس" في عهد إيلون ماسك... كأن اليمين الأميركي يدير المنصة

post-img

منذ استحواذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك على منصّة تويتر التي بدّل اسمها إلى "إكس" وإعادة تفعيل حساب دونالد ترامب عليها، تواجه انتقادات تأخذ عليها تساهلها حيال التضليل الإعلامي، واتهامات بأنها باتت قناة لليمين الراديكالي.​ وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يبدو أن الجمهوريين يستحوذون على النصيب الأكبر من المنشورات على منصة إكس، كما يستقطبون المزيد من المتابعين، وتحظى تغريداتهم بانتشار أكبر من غيرهم، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست ونشرت نتائجه الثلاثاء الماضي. لكن التحليل نفسه وجد أن الحسابات السياسية الأبرز في "إكس" شهدت انهيارًا في أعداد متابعيها خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت الانتخابات، وهي إشارة إلى تضاؤل ​​تأثير المنصة وفائدتها للخطاب السياسي في ظل استحواذ ماسك عليها.

راجعت "واشنطن بوست"، على مدى شهور، البيانات الخاصة بأكثر 100 حساب نشرًا للتغريدات، لأعضاء مجلس الشيوخ والنواب واللجان، من الديمقراطيين والجمهوريين. ووجدت أن التفاعل مع هؤلاء تراجع، لكن بعض تغريداتهم لا تزال تنتشر على نطاق واسع، وكلها تقريبًا من الجمهوريين. كما شهد الجمهوريون ارتفاعات هائلة في أعداد المتابعين مقارنة بالديمقراطيين، وتلقت تغريداتهم مجتمعة مليارات المشاهدات. أظهر التحليل أن ما يقرب من جميع التغريدات الـ33 التي حققت أكثر من 20 مليون مشاهدة منذ الصيف الماضي نشرها جمهوريون.

كانت "إكس" قد شهدت نزوحًا كبيرًا للمستخدمين منذ استحواذ إيلون ماسك عليها في العام 2022، وفقًا لشركة إديسن ريسيرتش لتحليل بيانات الانتخابات، إذ قدرت الشركة، في مارس/آذار الماضي، أن استخدام "إكس" في الولايات المتحدة انخفض بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي. وأفادت شركة فيديليتي للاستثمار، في أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بأن قيمة "إكس" انخفضت بنحو 80% منذ استحواذ ماسك عليها.

لكن أولئك الذين لم يتوقفوا عن استخدام المنصة، يلاحظون هيمنة المنشورات التي تتوافق مع توجهات ماسك السياسية، علمًا أنه أيد علنًا دونالد ترامب، وتبرّع بمبلغ 118 مليون دولار لدعم حملته لولاية ثانية، وأطلق هبة يومية قيمتها مليون دولار للناخبين المسجلين في الولايات المتأرجحة. وهو يملك حسابًا في "إكس" يتابعه 200 مليون شخص.

وجد التحليل الذي أجرته "واشنطن بوست" أن الحساب الرسمي للبيت الأبيض انخفض إجمالي متوسط ما ينشره، من 200 ألف مشاهدة لكل تغريدة في الصيف الماضي إلى ما يقرب من 100 ألف مشاهدة اليوم. هذا يعني انخفاضًا بالنصف خلال شهور فقط. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصدر مطلع في إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، فقد أثار هذا التحول قلق مسؤولي البيت الأبيض الذين يخشون أن يؤدي انخفاض التفاعل مع حسابهم الرسمي على "إكس" إلى إعاقة قدرتهم على الوصول إلى الأميركيين خلال لحظات حاسمة وحرجة.

أدت التغييرات في خوارزمية التوصية التي وضعها ماسك، والتي تقرر المنشورات التي يجب الترويج لها أو إخفاؤها أمام المستخدمين، إلى إعطاء الأولوية للمحتوى الشائع من جميع أنحاء المنصة، بدلًا من منشورات الحسابات التي اختار المستخدم متابعتها. هذا النظام الغامض يجعل من الصعب معرفة سبب انتشار بعض التغريدات أكثر من غيرها.

لم يجد تحليل الصحيفة أي دليل على التلاعب المباشر لقمع محتوى الديمقراطيين. ورجّحت أن تكون سيطرة الخطاب الجمهوري عائدة إلى ترك المستخدمين اليساريين المنصة من تلقاء أنفسهم، منزعجين من تصرفات ماسك وقواعد "إكس" الجديدة. ونقلت الصحيفة عن الأستاذة المساعدة في جامعة نورث كارولينا التي تدرس منصات التواصل الاجتماعي، شانون ماكغريغور، قولها إن "إكس ليست منصة تميل إلى اليمين، بل يقودها اليمين". وأضافت ماكغريغور: "في الماضي، رأى الممثلون السياسيون على الجانبين أن تويتر هي المنصة التي يجب التوجه إليها للحصول على تغطية إخبارية واستشعار ردود فعل الناس، لكنها لم تعد تتمتع بهذه المركزية السياسية الحقيقية".

بقيت علاقة ماسك بترامب معقدة لفترة طويلة، لكنه بات يؤيده علنًا منذ تعرضه لمحاولة اغتيال. بعد ساعات قليلة من تعرّض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا، في 13 يوليو/ تموز الماضي، أطلّ إيلون ماسك عبر منصته إكس، معلنًا دعمه للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، وكتب: "أنا أؤيد الرئيس ترامب بالكامل، وأتمنى له الشفاء العاجل". وجاء إعلان ماسك الصريح ليؤكّد ما تناقلته تقارير متعدّدة في وسائل الإعلام الأميركية خلال الأشهر الماضية عن عودة المياه إلى مجاريها بين الرجلين، بعد تقلبات عدة مرّت بها علاقتهما خلال السنوات القليلة الماضية.

ووصف صاحب شركتي "تسلا" و"سبايس إكس" منافسة ترامب في السباق إلى البيت الأبيض كامالا هاريس بأنها مرشحة "اليسار المتطرف". وشكك ترامب في شرعية ترشيح هاريس، في وقت يجد فيه صعوبة في التصدي لموجة الحماسة العارمة التي أثارتها منذ دخولها الحملة. ورأى الرئيس السابق البالغ 78 عامًا أن سحب بايدن ترشيحه لولاية ثانية على خلفية مخاوف حول وضعه الصحي كان "انقلابًا".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد