تسبّب Israel Genocide Tracker في إثارة ذعر في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي. فالحساب الذي دشّن في مايو/أيار يرصد وسائل التواصل الاجتماعي ويجمع البيانات عن الجنود الإسرائيليين من منشوراتهم التي يتباهون فيها بجرائمهم خلال حرب الإبادة في قطاع غزة، التي أودت حتى اليوم بحياة أكثر من 43 ألفًا و163 شخصًا و101 ألف و510 مصابين، في حرب إبادة يتجاهل فيها الجنود وقيادتهم قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنعها.
بيانات جنود الاحتلال أمام الجميع
سبق أن رصد مركز "صدى سوشال" انتشار محتويات رقمية على منصات التواصل الاجتماعي يظهر فيها جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يوثقون جرائم مروعة ضد المدنيين، بل ويتفاخرون بها. وتشمل هذه الانتهاكات عمليات قتل وتعذيب وتدمير للمنازل، سواء في غزة أو لبنان. في أثناء ذلك أنشأ Israel Genocide Tracker وينشئ ملف تعريف لكل جندي، بما في ذلك المعلومات الشخصية عنه، مثل الاسم والعمر وأصل العائلة والوحدة العسكرية.
وعبر "إكس" أو عبر "تليغرام"، تتوالى البيانات المسرّبة حول الجنود. ماكسيم كيسلمان، الجندي الاحتياطي الإسرائيلي من أصل أوكراني الذي صوّر تفجير منازل فلسطينية في أثناء خدمته في سلاح الهندسة القتالية في غزة. بار فيربير، جندي الاحتياط الإسرائيلي الذي نشر مقاطع فيديو لنفسه وهو يطلق النار عشوائيًا من رشاشه في أثناء خدمته في اللواء 35 للمظليين في قطاع غزة أيضًا. باز زريهين، الجندي الفرنسي الإسرائيلي الذي وثّق مشاركته في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين في القطاع. وجنود إسرائيليون من لواء الناحال، الذين نشروا صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي وهم داخل منازل الفلسطينيين النازحين قبل إشعال النار فيها.
منشورات جنود الاحتلال قد تتحول إلى أدلة لإدانتهم بجرائم حرب
هذه ليست سوى أمثلة على سيل من المعلومات المسرّبة حول الجنود التي حوّلت تفاخر جنود الاحتلال إلى رعب. تنقل قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية عن أحد الجنود قوله: "أخشى أن يتمكنوا من البحث عن اسمي على غوغل والعثور عليه هناك". وهي لغة مخالفة تمامًا لمحتوى منصات التواصل الاجتماعي مثل "إنستغرام"، و"فيسبوك"، و"تيك توك"، و"يوتيوب"، حيث روّج الجنود لأفعالهم لشهور. فقد وثّق "صدى سوشال" مقاطع تظهرهم مسلحين وهم يرقصون في شوارع غزة، إلى جانب مشاهد لتعذيب فلسطينيين بعد تجريدهم من ملابسهم وتقييدهم، فضلًا مقاطع لجنود أثناء تفجير المنازل الفلسطينية وهم يسخرون من تدمير الممتلكات.
ما يثير رعب جنود الاحتلال، بالإضافة إلى خوفهم على سلامتهم الشخصية، هو استخدام المقاطع والصور التي نشروها بأيديهم باعتبارها أدلة تدين دولتهم في جرائم حرب. يقول القانون الدولي إن المعتقلين لا يجب أن يتعرضوا للإذلال غير الضروري أو الفضول العام، وأوردت "بي بي سي" عن خبراء حقوق الإنسان تأكيدهم أن مقاطع جنود الاحتلال تفعل ذلك، ما يرفعها إلى مستوى جرائم حرب.