اوراق خاصة

"إسرائيل" تدمر "قناة طه للأطفال" ما لم تستطع تدميره من الذاكرة

post-img

مهما ادّعت "إسرائيل" أنها الوحيدة التي تمثّل الديموقراطية والحضارة والتطور والرقي الإنساني في منطقتنا- غرب آسيا (الشرق الأوسط)- تأتي أفعالها الإجراميّة لتكّذب ادعاءاتها وتكشف نفاق الصهيونية وعنصريتها البغيضة في استهداف كل معلم حضاري وثقافي وإنساني.. إذ لا يوجد انفكاك بين استهداف جيشها المتوحش لمعلم حضاري أثري، مثلما فعلت تمامًا في قطاع غزة، كي تدفن كل أثر للحضارة العربية والإسلاميّة المتأصلة في أرض فلسطين منذ مئات السنين، في حين جهد كل جهابذة علمائها المتخصصين في علم الآثار للعثور ولو على أبسط أثر تاريخي يدلّ على وجود لليهود فيها وعليها؛ وبين استهدافها لمباني وسائل الإعلام في لبنان.. الميادين والمنار واليوم "قناة طه" للأطفال..

إذ إنّ كلا الاستهدافين يصبّ في خانة واحدة وهي خنق كل صوت عربي، وكل صورة عربية، وكل أثر عربي، ليصل تاليًا إلى محوها من ذاكرة الجيل الصاعد.. من هنا؛ يأتي استهداف مبنى قناة "طه" للأطفال في الضاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت؛ وهي من القنوات الإسلامية الهادفة لصنع جيل متربٍ على قيم وعقائد مغايرة لقيمهم العدوة للإنسانية جمعاء..قيم الإسلام وعقيدته التي تؤكد محاربة هؤلاء اليهود- الصهاينة الأعداء واستئصالهم من الوجود..وهي بتدميرها، أيضًا، لمبنى القناة تعتقد أنها ستحرم أطفالنا البسمة والفرح والأمل بالنصر؛ ولكنهم على ما يبدو لا يشاهدون أطفالنا على شاشات التلفزة وهم يتحدثون بعناد وتصميم- وبالفصحى- كيف يتحدّون هذا العدوان الغاشم وكيف هم صابرون ويدعون لشباب المقاومة بالنصرة والعزة..

إذ هذا ليس استهدافًا جرى بالصدفة؛ هو مقصود متعمّد ويحمل رسالة إلينا بأنّ "إسرائيل" لن تترك مجالًا للجيل القادم في أن ينطلق مقاومًا من صدر مقاوم..فهي بمرصاد التصفية والقتل؛ لذلك سياسة الاغتيال بالنسبة إليها هي استراتيجية دائمة تعتمدها حتى قبل تأسيسها في العام 1948..

في حضرة ما يرمز إلى كل صرح ثقافي وحضاري راقٍ في بلادنا؛ في حضرة "قناة طه" الهادفة برسالتها الحضارية، دومًا هناك تأكيد على إعادة بناء ما تدمره العنصرية الصهيونية "إسرائيل" وأفضل مما كانت. وهذا ما استبطنه بيان العلاقات الإعلامية في حـ.ـزب الله، والذي أدان استهداف طيران الـ.ـعـ.ـدو لمبنى "قناة طه للأطـ.ـفال" وتدميره، في البيان الآتي :

"أدانت العلاقات الإعلامية في حـ.ـزب الله "الاعتـ.ـداء الوحشي والهمجي الذي ارتكبه الـ.ـعـ.ـدو "الإسرائيلي" باستهدافه مبنى قناة طه للأطـ.ـفال وتدميره، في محاولة لطمس الصوت الذي يسعى لإدخال البهجة إلى قلوب الأطـ.ـفال الأبرياء ورسم البسمة على وجوههم بعد إمعانه باستهداف الأطـ.ـفال والرضع والمدارس ودور الحضانة". وقالت العلاقات الإعلامية في بيان: "إنّ ما أقدم عليه الـ.ـعـ.ـدو الصهـ.ــيونـ.ـي باستهداف قناة متخصصة ببرامج الأطـ.ـفال هو انتهاك سافر لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية التي تضمن للطفل حقّه في الحياة والتعليم والأمان، وهو لن يُثنيها عن  إكمال رسالتها التربوية والإنسانية".

وختمت: "إنّنا نُطالب المؤسسات الإعلامية والاتحادات المهنـيـة وجمعيات حقوق الطفل الدولية والعربية بإدانة هذا الـ.ـعـ.ـدوان الصارخ وفضح الممارسات الإجرامية التي يرتكبها الـ.ـعـ.ـدو الصهـ.ــيونـ.ـي ‏بحق الأطـ.ـفال والطفولة".

كما قال رئيس لجنة الإعلام والاتصالات في البرلمان اللبناني الدكتور إبراهيم الموسوي، في بيان، إن القصف الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، أدى الى تدمير مبنى قناة "طه" المتخصصة في برامج الأطفال. وأكد الموسوي، أن "قوات الاحتلال "الإسرائيلي" توغل في إجرامها المتمادي ضد الأصوات الإعلامية الحرة من مؤسسات ووكالات وقنوات وأفراد، وبلغت عدوانيتها حدًا جديدًا باستهداف قناة طه المتخصصة في برامج الأطفال".

كما رأى أن "جريمة استهداف العدو الإسرائيلي لهذه المؤسسة الإعلامية تأتي لتستكمل سلسلة اعتداءاته الإجرامية ضد الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية (...) وهذا ما يستدعي تحركًا فوريًا وإجراءات قانونية وعقابية عاجلة وإحالة المسؤولين عن هذه الجرائم الى المحاكم الدولية المختصة".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد