اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، المخرج عبد الله معطان (30 عامًا) من بلدة برقا، شرقي رام الله وسط الضفة الغربية، أثناء توجهه إلى الأردن عبر معبر الكرامة على الحدود الأردنية الفلسطينية. وأكد رئيس مؤسسة قامات لتوثيق النضال الفلسطيني، أنس الأسطة، أن قوات الاحتلال أبلغت معطان أثناء مروره على معبر الكرامة أنه معتقل، ثم نقل إلى جهة مجهولة. وأشار إلى أنّه فور تلقي خبر اعتقال المخرج عبر اتصال هاتفي، بدأت مؤسسة قامات بالتواصل مع الجهات المختصة لمعرفة مكان احتجازه ووضعه القانوني، وسط قلق كبير بشأن ظروف اعتقاله.
بحسب الأسطة، فإن عبد الله معطان هو مصور ومخرج أفلام وثائقية يعمل بشكل حر، وسبق له إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية لصالح "قامات"، وكان أحد الأعضاء المؤسسين لها قبل نحو سبع سنوات. وشارك المخرج من خلال الأفلام التي أنتجها في العديد من المهرجانات الدولية، إذ حازت أعماله جوائز دولية تقديرية، مما يجعله أحد الأصوات الشابة المتميزة في توثيق النضال الفلسطيني ورواية قصصه للعالم.
لفت الأسطة إلى أن هذا الاعتقال هو الأول للمخرج من الاحتلال، معربًا عن اعتقاده بأنه يأتي في سياق محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتقييد حرية الرأي والتعبير، وطمس الرواية الفلسطينية التي تسعى لتوثيق نضال الشعب الفلسطيني ومعاناته تحت الاحتلال. وقال: "اعتقال عبد الله معطان هو استهداف مباشر للإبداع الفلسطيني وللجهود الرامية لنقل صورة واقعية عما يحدث في فلسطين إلى العالم. هذه الخطوة ليست فقط انتهاكًا لحرية الحركة، بل اعتداءً على حرية التعبير ومحاولة لإسكات الأصوات التي تسعى لفضح ممارسات الاحتلال أمام المجتمع الدولي".
وفق رئيس مؤسسة قامات لتوثيق النضال الفلسطيني، تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على العاملين في المجال الإعلامي والثقافي في فلسطين، حيث يسعى الاحتلال لفرض قيود مشددة على نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض. وطالب باسم مؤسسة قامات الجهات الدولية والحقوقية بالضغط على إسرائيل للإفراج عن عبد الله معطان وضمان حمايته بصفته فنانًا ومخرج وثائقيات يسعى فقط إلى ممارسة حقه الطبيعي في الإبداع ونقل الواقع.