أوراق سياسية

خيارات حزب الله جنوبًا.. التصعيد ام مراكمة القوة

post-img

علي منتش  (لبنان 24)

من الواضح ان "إسرائيل" لا ترغب بالانسحاب من جنوب لبنان في الوقت المحدد في اتفاق وقف اطلاق النار، اذ يبدو انها تريد البقاء في بعض النقاط في القطاع الشرقي لفترة غير معروفة ما يفتح الباب امام إمكانية تدحرج الأمور الى تطورات قد لا تكون عسكرية بالضرورة، لكن بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان تطور بالغ الأهمية وله تبعات سياسية وإعلامية وربما عسكرية.

بعيدًا عن الصورة المباشرة لبقاء "إسرائيل" في لبنان والتي تعطيها نوعًا من التفوق على حزب الله وتساهم في كسر إضافي في معادلات الردع، الا انها قد تكون عمليًا خطوة تخدم الحزب اكثر مما تضره، فأولاً على صعيد الرأي العام، سيتمكن الحزب من اثبات نظريته القائلة إن "إسرائيل" لا تحترم القرارات الدولية وأن المجتمع الدولي غير قادر وغير راغب على إرغام "إسرائيل" على عدم خرق السيادة اللبنانية او الاعتداء على لبنان.

كذلك سيكون امام الحزب قدرة واضحة على التملص من الاتفاق الذي وقعه، وقد تكون تجربة العام ٢٠٠٦ خير دليل، اذ ان الحزب الذي التزم نحو ٣ سنوات بالانسحاب شبه الكامل من جنوب الليطاني عاد وتمركز عند الحدود عند اول فرصة وكانت الخروقات الإسرائيلية الجوية والبحرية والبرية حجة كافية لتحركات الحزب، فكيف باحتلال واضح لبعض القرى الحدودية؟

حتى ان خطاب الحزب مع بيئته سيكون مختلفًا وسيعود بسهولة قادرًا على استثمار كل ما حصل من اجل حشد الناس الى جانبه وجانب سلاحه، لكن بعيدًا عن كل ذلك كيف سيتعامل الحزب مع بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان؟

عدة سيناريوهات ممكنة أولها ان يحافظ الحزب على الهدوء الذي بدأه ويكسب المزيد من الوقت من اجل ترميم قدراته وتعزيز واقعه التنظيمي، وهذا خيار وارد بشكل جدي.

السيناريو الثاني هو إعطاء الحزب للمواطنين من أبناء القرى إشارات موافقة على الدخول الى قراهم بالرغم من عدم سماح الجيش اللبناني معهم وهذا سيدخل لبنان في تحدي جدي فماذا لو ارتكبت "إسرائيل" مجزرة بحق المواطنين، هل نعود للحرب؟

السيناريو الثالث هو قيام الحزب بانتظار وقت قصير قبل البدء بالعمليات العسكرية المشابهة لعمليات ما قبل الـ ٢٠٠٠ وعندها قد يتمكن الحزب من استعادة الردع بسرعة قياسية ويجبر "إسرائيل" على الانسحاب.

لا يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية ستكون مرتاحة لبقاء "إسرائيل" فترة طويلة في القرى الامامية لان الامر سيضرب هيبة واشنطن أولا ودونالد ترامب (الرئيس الأميركي المنتخب)، ثانيًا الذي لا يرغب بأن يكون الرئيس الأميركي جو بادين ثاني في العلاقة مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وعليه فإن احتمالات احتواء الازمة وحلها اكبر من احتمالات التصعيد.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد