قال نائب وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية: إن مكانة إيران في التراث العالمي غير الملموس ارتقت لأول مرة إلى المرتبة الرابعة مع تسجيل ملفات متعددة هذا العام.
أضاف علي دارابي على هامش زيارته لمدينة شوش في محافظة خوزستان: إن مكانة إيران في التراث غير الملموس العالمي قد ارتفعت من المرتبة السابعة إلى الخامسة خلال السنوات الأربع الماضية، ومع الإجراءات المتخذة خلال الأشهر الأخيرة، ارتقت هذه المكانة بتسجيل 26 ملفًا إلى المرتبة الرابعة عالميًا.
كما أشار دارابي إلى تسجيل هغمتانه عالميًا خلال الأشهر الأخيرة، قائلًا: إن مكانة إيران في التراث الملموس والطبيعي أيضًا مع 28 ملفًا تقع ضمن العشر دول الأولى في العالم.
وشدد على ضرورة تطوير السياحة المستدامة والحفاظ على التراث الثقافي في محافظة خوزستان، مضيفًا: إن خوزستان ستستضيف في العام المقبل المهرجان الدولي الرابع للإنتاجات متعددة الوسائط للتراث الثقافي، والذي يعد فرصة مهمة لتعريف المزيد من القدرات التاريخية والحضارية الغنية لهذه المحافظة.
كما أشار دارابي إلى زيارته للمتحف الكبير في خوزستان: إن إكمال هذا المتحف يحتاج إلى تأمين الاعتمادات، حيث إن تخصيص الميزانية الوطنية لتسريع إكمال هذا المتحف المهم هو على جدول الأعمال. وأشار أيضًا إلى زيارة تشغازنبيل في شوش والهياكل المائية في شوشتر: سيتم متابعة تأمين الميزانية والاعتمادات لترميم وصيانة هذين الأثرين التاريخيين البارزين كأولوية في العام المقبل.
هذا؛ وقد وصل دارابي إلى خوزستان يوم 4 فبراير/شباط وبحث خلال لقائه مع محافظ خوزستان الإمكانيات والعوائق أمام تطوير السياحة والتراث الثقافي والصناعات اليدوية. كما شمل برنامج دارابي؛ زيارة متاحف أهواز وشوش، بالإضافة إلى زيارة تشغازنبيل في شوش والهياكل المائية في شوشتر، وكذلك عقد اجتماع مع المسؤولين في مدينتي شوش وشوشتر.
توأمة مدينتي شوش والنجف الاشرف على جدول الأعمال
أكد قائم مقام مدينة شوش على ضرورة تقديم الإمكانيات العالمية للتراث الثقافي لمدينة شوش، قائلًا: إن متابعة توأمة شوش مع مدينة النجف الاشرف من الناحية الثقافية، ومع مدينة باريس من ناحية المتاحف والسياحة، ومع مدينة أثينا من منظور التراث القديم لتقديم الإمكانيات التاريخية الفريدة لمدينة شوش على المستوى العالمي هي على جدول الأعمال.
أشار اميد صبري بور إلى زيارة وزير التراث الثقافي إلى مدينة شوش بالتزامن مع زيارة وفد الحكومة إلى خوزستان في بداية الشهر الحالي، قائلًا: إن شوش، بفضل إمكانياتها الغنية والفريدة من نوعها تاريخيًا وحضاريًا، تحتاج إلى اهتمام خاص من وزارة التراث الثقافي، وإن حضور وزير السياحة في شوش يبشر بأخبار جيدة لهذه المحافظة.
يعد حضور نائب الوزير بعد أيام قليلة من زيارة وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية إلى شوش دليلًا على النظرة الخاصة التي توليها الحكومة الرابعة عشرة لهذه المدينة وطاقاتها التاريخية. وأضاف: إن النظرة الخاصة والداعمة للوزير في التراث الثقافي تجاه مدينة شوش تمثل قدرة مهمة لحل القضايا المتعلقة بالسياحة والتاريخ والصناعات اليدوية في هذه المدينة.
إنشاء متحف لآثار الدفاع المقدس
أشار صبري بور إلى قدرات شوش في سياحة الدفاع المقدس قائلًا: شوش، باعتبارها واحدة من مناطق العمليات المهمة في الدفاع المقدس، وبوجود اثنين من مناطق عمليات دفاع المقدس فتح المبين وفكة، تستضيف سنويًا عشرات الآلاف من الأشخاص في إطار قوافل طريق النور، لذا فإن إصدار ترخيص لإنشاء متحف لآثار الدفاع المقدس بناءً على هذه القدرة المهمة هو ما يُنتظر.
أضاف: تأمين الاعتمادات لتحسين وتنظيم ممر السياحة المحدد في نطاق مشروع إعادة الإعمار الحضري، إصدار ترخيص لتنظيم وتحسين المبنى المعروف باسم محطة البلدية في مجال التراث ليصبح مركزًا تعليميًا وبحثيًا، إصدار ترخيص لتأمين المنطقة الأثرية العالمية بالكامل لمنع الدخول والحفريات غير القانونية، وكذلك إصدار ترخيص لتنظيم وتحسين وتحديد محور السياحة من مقام النبي دانيال(ع) الى ساحة يازهراء(س) في هذه المدينة كمدخل لموقع التراث الثقافي، هي من بين الأمور التي يمكن أن تحقق تحولًا في هذه المدينة. وتمت مراجعة ملف تسجيل الموقع الأثري لشوش في يوليو 2015م خلال اجتماع تعليمي وعلمي وثقافي للأمم المتحدة (اليونسكو) في مدينة بون بألمانيا، وتم تأكيد تسجيله عالميًا.
يتضمن ملف التراث الثقافي لشوش قصر شائور، وآبادانا، والبوابة الشرقية، وهديش، والمدينة الخامسة عشرة، وقرية هخامنشي، والمسجد الجامع في شوش ومجموعة المباني من العصر الإسلامي، وتلال الأكروبول والقلعة الفرنسية.
قام علماء الآثار الفرنسيون بإجراء أول حفريات في هذه المنطقة خلال فترة القاجار، بتحديد 400 هكتار من هذه المنطقة كمنطقة أثرية لشوش.«الموقع الأثري لشوش» و«معبد تشغازنبيل» هما اثنان من المعالم البارزة للتراث الثقافي في بلادنا، ويقعان في محافظة شوش، وكلاهما مدرجان في القائمة العالمية لليونسكو. إن وجود الآثار القديمة قبل الميلاد وأيضًا آثار من عدة حضارات مهمة بما في ذلك الهخامنشية والساسانية والبارثية والإسلامية في شوش، جعل هذه المدينة هدفًا مهمًا للسياح المحليين والأجانب.
باحثون من سبع دول يتفقدون التراث العالمي في شوش
قال رئيس إدارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في مدينة شوش ان 30 باحثًا وأستاذًا جامعيًا من سبع دول قاموا بزيارة التراث العالمي والقدرات التاريخية لهذه المدينة.
أشار علي بويري إلى عقد مؤتمر دولي في علم اللغة في أهواز، حيث تعرف الباحثون وعلماء الآثار المشاركون في هذا المؤتمر على القدرات الغنية التاريخية والآثارية لهذه المدينة خلال هذه الزيارة. وأضاف: بالإضافة إلى إيران، حضر باحثون من عدة دول منها، كندا وعمان والعراق وتونس وفنزويلا وعمان في هذه الزيارة.
أفاد بويري، أن هؤلاء الباحثين قاموا بزيارة الموقع التراثي العالمي ومتحف شوش، بالإضافة إلى زيغورات تشغازنبيل ومتحف سبع تلال. وتُعد مدينة شوش من مراكز الحضارة القديمة ومن أشهر المدن في العالم، وكانت عاصمة لآلاف السنين لحضارة عيلام، وأيضًا العاصمة الشتوية للإمبراطورية الأخمينية.
تقع مدينة شوش في شمال محافظة خوزستان، وتعتبر من الوجهات السياحية المهمة في إيران بفضل موقعها الجغرافي الخاص وآثارها القيمة والفريدة من نوعها، مثل مقام النبي دانيال(ع)، وقبر دعبل الخزاعي الشاعر المعروف من أهل البيت (ع)، وآبادانا، وآكروبل، ومدينة الملوك، ومدينة الحرفيين، وقصر أردشير الثاني، والموقع الأثري والأثر العالمي جغازنبیل في سبع تلال.
عُقدَ المؤتمر الدولي بهدف دراسة القضايا الحالية في اللغويات، الأدب، الترجمة، واللغات واللهجات المختلفة مثل الفارسية، العربية، التركية، والكردية خلال الأيام الماضية في أهواز.