مع تدهور الأوضاع في سوريا، عادت «الجزيرة» إلى لعبتها الأساسية وهي بث البرامج والتقارير التي تحرّض على الفتن. فقد ركزت القناة القطرية في تغطيتها الاخيرة على الاشتباكات التي شهدتها مدينتي اللاذقية وطرطوس، وراحت تحرض على النظام السابق محملة إياه مسؤولية تلك الاشتباكات. بمحاولة منها لتلميع صورة الرئيس السوري الجديد محمد الجولاني.
هكذا، استعملت القناة مصطلح «فلول النظام المخلوع» لوصف الوضع في سوريا. وهذه العبارة استخدمت بقوة إبان ما يسمى الربيع العربي وسقوط بعض الأنظمة العربية. ثم قسمت شاشتها من مختلف المناطق السورية، وبرعت في استقبال المعارضين للنظام السابق.
في هذا السياق، بثت «الجزيرة» مجموعة تقارير لافتة إلى أنها معلومات من مصادر أمنية خاصة، قائلة «الجزيرة تحصل على معلومات من مصادر أمنية خاصة تتعلق بتحركات خلايا تابعة للنظام السابق التي نفذت عمليات في ريف اللاذقية». ثم استطردت القناة لاحقًا متسائلة «كيف تبدو الأوضاع الأمنية في اللاذقية وطرطوس بعد ليلة فُرض فيها حظر للتجوال؟». ثم خرجت الشاشة في بث مباشر من مدينة ادلب، كاشفة عن «استنفار أمني في مدينة إدلب استعدادًا للتوجه إلى الساحل السوري بعد مقتل 15 من عناصر الأمن في كمين لفلول النظام المخلوع».
كانت قناة «الجزيرة» هلّلت لسقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، وأعلنت عن عودتها للتغطية في دمشق بعد غياب 13 عامًا.