تنطلق عروض النسخة الحية لفيلم «سنو وايت» بعد أسبوعين، في جميع صالات السينما في العالم، إلّا أنّ «ديزني» الشركة المنتجة للفيلم تواجه مخاوف الخسارة، ما دفعها لاتخاذ إجراءات مثل تجنب اللقاءات الصحافية مع صنّاع الفيلم وأبطاله، خوفًا من الاستفزازات.
كانت «ديزني» قد شاركت العرض الترويجي للفيلم المرتقب، في شهر آب (أغسطس) من العام المنصرم، في الوقت الذي كانت فيه الإبادة الجماعية التي شنّها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزّة تبلغ ذروتها. وبما أنّ الممثلة الصهيونية غال غادوت، ظهرت في الإعلان الترويجي بدور الساحرة الشريرة، فقد أثار الأمر موجة غضب واسعة ودعوات مقاطعة الفيلم، من الناشطين المؤيدين لفلسطين، وحملات المقاطعة المؤثرة. غادوت، ليست مجرّد مستوطنة صهيونية، بل مجندة سابقة في قوات الاحتلال، وقد أسهمت بكل ما تستطيع في تلميع صورة «إسرائيل» على الصعيد العالمي، وعُرفت بالترويج لجرائمه والدفاع عن مجازره.
نظمت بعد أسابيع من بدء العدوان على غزة، عرضًا خاصًا في هوليوود لفيلم مدته 47 دقيقة لما قالت إنه يوثق «الفظائع التي ارتكبتها حركة «حماس» خلال الهجوم المفاجئ في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) على إسرائيل».
في المقابل، أثار الإعلان الترويجي وقتها، غضب المؤيدين للاستعمار الصهيوني، إذ أنّ الممثلة الأميركية راشيل زيلغر، التي تؤدي دور «سنو وايت»، تعتبر من أبرز الوجوه التي عبّرت منذ اللحظة الأولى لبدء حرب الإبادة الصهيونية في غزّة، عن تضامنها التام مع الفلسطينيين، مذكّرة بأن هذه الجرائم ترتكب منذ العام 1948 وليست جديدة، مما أدّى إلى حملات تشويه متواصلة لصورتها، وضغوط على شركات الإنتاج لفضّ التعاقدات معها. كما اعترض الكثير من الجمهور البعيد عن صراع الأرض، على بشرة زيلغر السمراء، التي تتعارض مع طبيعة واسم شخصية «سنو ايت»، التي عرفت في الرواية الأصلية ببياضها الناصع.
لم تسلم زيلغر أيضًا من مهاجمات جمهور رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي دعا إلى مقاطعة زيلغر بعدما شتمته الأخيرة في منشور على حسابها الرسمي على منصّة «إكس»، فور فوزه في الانتخابات الأميركية الأخيرة.
هاجم الجمهور شركة «ديزني» لاستعانتها بممثلين عاديين لتأدية دور«الأقزام السبعة»، بدلًا من اختيار أقزام فعليين، مما يتعارض مع السياسية المتعبة في «هوليوود».
جميع هذه الانتقادات تجعل صنّاع الفيلم أمام قلق وخوف من الخسارة الفادحة، خصوصًا أن ميزانية الفيلم بلغت حوالي 270 مليون دولار أميركي.