اوراق مختارة

مؤشّرات فشل الحملة الجوية على اليمن تتعزّز.. واشنطن نحو تحريك الفصائل

post-img

رشيد حداد (الأخبار)

في ظل تزايد مؤشّرات فشل الحملة العسكرية الأميركية على اليمن، ضاعفت السفارة الأميركية لدى البلاد من تواصلها مع قادة الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي والجنوب.

ووفقاً لمصادر مقرّبة من حكومة عدن، شرع فريق أميركي في التواصل مع قيادات عسكرية محسوبة على الإمارات، في أعقاب لقاء جمع مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد، بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، مساء أول أمس.

وقالت مصادر استخباراتية في صنعاء، لـ"الأخبار"، إن زيارة طحنون، وهو مؤسّس الفصائل الموالية للإمارات في جنوب اليمن والساحل الغربي، وله دور بارز في تحريك الميليشيات المعادية لصنعاء، جاءت في إطار مساع أميركية لتحريك جبهات الداخل، بالتزامن مع القصف الجوي على صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة «أنصار الله». وخلال الساعات الماضية، تمّ رصد مناوشات عسكرية في عقبة القنذع الواقعة بين محافظات شبوة ومأرب والبيضاء، بعدما دفعت الفصائل الموالية للإمارات بتعزيزات عسكرية إليها.

وبرزت النوايا لإشعال جبهات الداخل، من خلال تصاعد التحريض على صنعاء من قبل الحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، خلال الأيام الماضية.

وأكّد الخبير العسكري المقرّب من وزارة الدفاع في صنعاء، العميد مجيب شمسان، لـ"الأخبار"، أن «هناك ترتيبات عسكرية تجريها الولايات المتحدة مع السعودية والإمارات لتفجير الأوضاع في الداخل، في محاولة منها لتشتيت قوات صنعاء». وأشار إلى أن «حديث السفارة الأميركية عن توجّه واشنطن لاتخاذ موقف حازم في شأن التعاون مع الحلفاء الإقليميين ضد أنصار الله، يؤكد أن الحملة الجوية فشلت في تحقيق أي أهداف».

وبالتزامن مع تأكيد خبراء عسكريين أن تلك الحملة قد تؤدي إلى استنزاف كبير لموارد البحرية الأميركية، لم يستبعد شمسان، أن تدفع السعودية التي جاء العدوان على اليمن بعد أيام من زيارة وزير دفاعها، خالد بن سلمان، واشنطن، تكلفة الفصل الجديد من الحرب، على رغم أنها تحاول تجنيب نفسها تداعياته.

وتؤكد المعلومات أن الإمارات دفعت، من جهتها، برئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، لزيارة جزيرة سقطرى الواقعة في المحيط الهندي، بهدف افتتاح مطار عبد الكوري العسكري، والذي سبق للإعلام الأميركي التأكيد أنه سيسهّل مهمة القوات الأميركية في المنطقة، وقد يُتّخذ كمنطلق لتنفيذ عمليات انتقامية ضد صنعاء.

وفي موازاة ذلك، كثّف السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفين فاجن، اتصالاته مع عدد من قادة الفصائل الموالية للإمارات بشكل محدّد. وأفادت وسائل الإعلام التابعة لحكومة عدن بأن فاجن ناقش مع قائد التشكيلات التابعة لأبو ظبي في الساحل الغربي للبلاد، طارق صالح، الترتيبات العسكرية في الساحل الغربي. ولمّحت السفارة الأميركية في اليمن، من جهتها، في منشور على منصة «إكس»، إلى أن إدارة ترامب قد تمنح تلك الفصائل هامشاً واسعاً لتشديد الحصار على صنعاء، بقولها إن الإدارة «ستعمل مع حلفائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين، وحرمانهم من الموارد لإنهاء هجماتهم وحماية الشحن البحري في ‎البحر الأحمر».

أما الغارات الأميركية فاقتصرت، أمس، على محافظتي صعدة والحديدة. وذكرت وكالة «سبأ» - نسخة صنعاء، أن الطائرات الأميركية أغارت، فجراً، على مديرية زبيد في محافظة الحديدة غربي اليمن، مستهدفة محلج القطن، كما أغارت على منطقة العصايد في مديرية الصفراء في محافظة صعدة، ثم عاودت ليلاً استهداف المناطق نفسها في المحافظتين بغارات جديدة.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، فجر أمس، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب، مستخدمة صاروخاً باليستياً فرط صوتي من طراز «فلسطين 2». كما ردّت على التصعيد الأميركي، باستهداف حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر، مرة جديدة، مستخدمة صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرات مُسيّرة.

وأكّدت وسائل إعلام إسرائيلية تعرّض الكيان لثاني هجوم صاروخي يمني منذ عودة الحرب الإسرائيلية على غزة. وأشارت إلى أن صفارات الإنذار دوّت في جميع أنحاء المركز، بما في ذلك القدس وبئر السبع وأشدود وتل أبيب. وفي الوقت الذي أكّدت فيه مشاهد فيديو نشرها مستوطنون هواة وصول الصاروخ اليمني الأول وتحقيق هدفه، وفشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراضه، زعم جيش الاحتلال أنه اعترضه. 

وسبق أن أكّدت مصادر محلية في محافظة ذمار، تمكّن الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط طائرة تجسّس أميركية من طراز «إم كيو 9»، أثناء تحليقها في أجواء المحافظة، فيما نشر ناشطون مشاهد للطائرة أثناء سقوطها خارج مدينة ذمار.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد