عثر العلماء على نقوش على شكل حرف X محفورة على كتلة حجرية في أثناء عمليات التنقيب في موقع "كوتو كوريا"، في منطقة لاس تشاباس في ماربيا جنوب إسبانيا.
سبق أن كشفت الحفريات في الموقع ومحيطه عن بعض أقدم الأدوات الحجرية التي عثر عليها في أوروبا، والتي تعود إلى العصر الحجري القديم المبكر، ما ساعد في تأريخ الموقع بدقة أكبر.
في 2022، عثر على صخرة ضخمة تحوي نقوشا خطية بسيطة، تؤكد وجود مستوطنين بشريين في جنوب إسبانيا خلال العصر الحجري الأوسط، وهي مرحلة غير معروفة نسبيا في إسبانيا، ولم يسبق توثيقها في مقاطعة مالقة.
حتى الآن، كانت أقدم الأدوات الحجرية المعروفة تعود إلى 1500000 و100 ألف قبل الميلاد، ما يؤكد وجود البشر في منطقة ماربيا خلال مرحلة بدأت فيها الهجرات البشرية من إفريقيا إلى أوروبا. لكن التحليل الأولي للكتلة الحجرية الضخمة يشير إلى أن هذه النقوش قد يعود عمرها إلى 200 ألف عام، ما يعني قد تكون أقدم من أقدم فنون الكهوف المعروفة بنحو 100 ألف عام.
قال مجلس مدينة ماربيا في بيان رسمي: "هذه الصخرة الفريدة تحمل أولى الرسومات البشرية المعروفة، وقد تسبق أقدم فن كهوف بمئة ألف عام". ويعتقد أن صانعي هذه العلامات كانوا من أوائل البشر الذين هاجروا من إفريقيا إلى أوروبا.
يجري العلماء حاليا تحاليل متقدمة لتحديد عمر النقوش بدقة. وتشمل التقنيات المستخدمة تحليل الكوارتز في عينات الرواسب، ومسح ضوئي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة لدراسة التفاصيل الدقيقة.
قد يصبح الموقع مفتاحا لفهم هجرة البشر واستقرارهم في أوروبا. وهذا الكشف الأثري الاستثنائي قد يقدم أدلة جديدة على القدرات الفنية والإدراكية للإنسان البدائي، ويكشف عن فصول مجهولة من تاريخنا القديم.
