أكد غاري لينكر مقدم أهم برنامج رياضي على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه سيدعم وبالتأكيد إعادة عرض فيلم سرده أطفال في غزة وسط الحرب. وقال في مقابلة مطولة، أجراها معه أمول راجان عن ظروف مغادرته بي بي سي والتوقف عن تقديم “ماتش أوف ذي داي” (مباراة اليوم) الشهير، إنه يؤيد تماما إعادة وضع الفيلم على خدمة آي بليير مرة أخرى، مضيفا: "أعتقد أن عليكم ترك الناس يقررون بأنفسهم، نحن بالغون ويجب أن يسمح لنا بمشاهدة مثل هذه الأشياء. إنه مؤثر جدا".
كان لينكر من بين 500 شخصية إعلامية ومختص في صناعة السينما والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى الذين دعوا بي بي سي إلى إعادة عرض فيلمها الوثائقي "غزة: كيف تنجو في محور حرب". وجاء قرار الهيئة على خلفية حملة شنها مؤيدو "إسرائيل" واتهموا فيها الراوي الرئيس للفيلم، الفتى عبد الله اليازوري أن والده هو وزير زراعة في حكومة غزة التي تسيطر عليها حماس.
سوغت الهيئة سحب الفيلم بأنه إجراء مؤقت لحين التحقق من الاتهامات. وقد وصف سمير شاه رئيس الهيئة إنتاج الفيلم، في جلسة أمام نواب البرلمان الشهر الماضي، أنه "طعنة في الظهر". وجاءت تصريحات لينكر في مقابلة مطولة عن أسباب مغادرته لبي بي سي، والتي أعلن عنها العام الماضي، قال إنه شعر أن الهيئة تريد منه المغادرة. وقال في المقابلة: "حان الوقت، لقد قدمته لوقت طويل وكان رائعا". وعندما ضغط عليه أمول لتوضيح سبب مغادرته أجاب لينكر( 64 عاما) ربما أرادوا مغادرتي، وهناك شيء من هذا القبيل".. وأعتقد أنهم يفضلون عدم تقديمي ماتش أوف ذي داي لعام أو عامين حتى يحضروا وجوها جديدة، ومن غير العادي أنني سأغطي كاس الاتحاد الإنكليزي وكأس العالم، وحتى أكون صريحا معك، فهذا يناسبني تماما".
كان لينكر من أكثر مقدمي البرامج في بي بي سي أجرا، وكان يعرف بتويتر انتقد فيها سياسة الحكومة من طالبي اللجوء، وأثار جدلا حول تعبير مقدمي البرامج عن مواقف سياسية على منصات التواصل الاجتماعي. ووصف سياسة اللجوء التي انتهجتها الحكومة آنذاك بأنها قاسية جدا، وقال إن مقطع فيديو يروج لهذه السياسة استخدم لغة لا تختلف كثيرا عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات، وأضاف أنه لم يندم على ما قاله لأنه كان محقا مع أن ما أراده لم يكن بهذا الحس.