أعلنت الإمارات اكتشاف أول مقبرة تعود إلى العصر الحديدي في منطقة العين، يُعتقد أنها تحتوي على أكثر من 100 مدفن، تعود إلى ما قبل 3000 عام.
ذكرت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي أن المقبرة تضم مجموعة غنية من المقتنيات الجنائزية التي تسلط الضوء على فصل غير موثق من التراث القديم في المنطقة. وتمثل هذه المقبرة المكتشفة لمحة نادرة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية خلال مرحلة محورية في تطور واحات العين، حين أسهم ابتكار نظام الفلج في استمرارية الاستيطان الزراعي.
تنقل وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن علماء الآثار قولهم إن المدافن بُنيت من خلال حفر عمودي بعمق مترين، يليه تجويف جانبي لغرفة دفن بيضاوية الشكل، أُغلقت لاحقًا بالطوب الطيني والحجارة. وأشارت إلى أنه شارك فريق متخصص في علم العظام بدراسة البقايا التي تعرضت في معظمها للنهب في عصور سابقة، ما أدى إلى تضررها، في حين يأمل الخبراء أن تكشف تحاليل الحمض النووي معلومات حول الصحة والعلاقات الأسرية وحركات الهجرة في ذلك الزمن.
تشمل المقتنيات الجنائزية قطعًا فخارية وأسلحة نحاسية وزخارف شخصية، من بينها قلائد وأساور وخواتم ومحافظ لمستحضرات التجميل، ما يعكس مستوى متقدمًا من الحرفية، فيما نجت بعض المجوهرات الذهبية من عمليات النهب، ما يشير إلى ثراء ما دُفن سابقًا. وقال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: إن هذه النتائج "تُعيد رسم فهمنا للتاريخ المحلي، وتعزز الالتزام بالحفاظ على التراث الثقافي ومشاركته مع الأجيال القادمة والعالم".
جاء هذا الاكتشاف ضمن مشروع بدأ في العام 2024 يهدف إلى دراسة المقابر المكتشفة أثناء أعمال البنية التحتية في المناطق المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 2011.