زهرة مرعي/ القدس العربي
أهدى المتحف الفلسطيني فوزه بجائزة «الممارسات المتحفية المتميزة» لعام 2025 عن معرضه «غزّة الباقية» إلى «غزّة الحبيبة، وإلى صمود أهلها الذي يلهم كل ما نقوم به».
اُعلنت هذا الفوز اللجنة الدولية للمتاحف والمجموعات الفنية الحديثة. وفي بيانها أكدت اللجنة أن الجائزة تأتي «في وقت يتّسم بقدر كبير من عدم اليقين والتحدّيات، لتشكل احتفاءً وإشارة إلى الأمل، وتذكيرًا بأن المتاحف قادرة على إحداث تأثير إيجابي وإنساني».
ذكر المتحف الفلسطيني في بيان له أنه «خلال حرب الإبادة على قطاع غزّة، اُضطرّ إلى إغلاق أبوابه أمام الزوّار بفعل القيود السياسية التي فرضها الاحتلال على الحركة، مما جعل جمهوره غير قادر على الوصول إليه. وفي المقابل، شهد أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي ارتفاعًا لافتًا في الاستخدام، تجاوز العشرين ضعفًا، من قِبل مؤسسات وأفراد حول العالم. أمام هذا الواقع، أعاد المتحف تعريف دوره بوصفه مصدرًا معرفيًا متاحًا للجميع، لا وجهةً مشروطة بالوصول الجغرافي. وتحولت فضاءاته إلى شبكة ممتدة تتجاوز صالات العرض الداخلية، لتصبح أي مساحة تستقبل الرواية الفلسطينية حول العالم».
هكذا جاء معرض «غزّة الباقية» ليجسد هذا التحول، إذ اُعدّ ليكون معرضًا جاهزًا للتنزيل والطباعة والعرض. وقابلا للتكيّف مع أية مساحة، وبأقل الإمكانيات. ومنذ إطلاقه، عُرض «غزّة الباقية» في أكثر من 230 موقعًا، وفي 48 دولة. وضمن فضاءات متنوعة شملت المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية والمقاهي والشوارع.
يجسّد هذا الانتشار امتدادًا طبيعيًا لوجود الفلسطينيين حول العالم، وتأكيدًا على التزام المتحف بتوسيع حضور السردية الفلسطينية خارج حدود الجغرافيا السياسية، وإعادة توزيعها على خريطة العالم. إذ أن كل مساحة مستضيفة تتحول إلى جزء من فعل ثقافي مقاوم، يواجه سياسات المحو والاستعمار، ويعيد التأكيد على حضور فلسطين في الوعي العالمي المعاصر.
ذكر بيان المتحف الفلسطيني «أن هذا المشروع اُنجز بدعم سخي من ماهر قدورة، الذي شكلت رؤيته والتزامه الراسخ أساسًا في كافة مراحل تطويره، ويُهدى إلى الذكرى العطرة لابنه الراحل حكمت ماهر قدّورة، طيّب الله ثراه».
تُعدّ جائزة «الممارسات المتحفية المتميزة»، التي تمنحها اللجنة الدولية للمتاحف والمجموعات الفنية الحديثة والمعاصرة، واحدة من أبرز الجوائز العالمية في القطاع المتحفي. فهي تُسلّط الضوء على المبادرات التي تُحدث تحولا بنيويًا داخل المتاحف المعاصرة، وتُعيد تعريف دورها وعلاقتها بالمجتمعات والسياقات التي تخدمها.
أُطلقت الجائزة، في العام 2021، وتُركز على الممارسات التي تُجسد الابتكار، وتُعزز الوصول العام، وتدعم الاستدامة، وتخلق روابط حقيقية بين المتاحف والمجتمعات.