حذّر خبراء، في الأمن السيبراني، من موجة جديدة من عمليات الاحتيال الخبيثة عبر "واتسآب"، والتي تسببت بخسائر تقارب نصف مليون جنيه إسترليني منذ بداية العام 2025.
في عملية تعرف باسم "مرحبا أمي"، ينتحل قراصنة الإنترنت هوية أحد أفراد عائلة الضحية – غالبا ابن أو ابنة – ويبدأون برسالة بسيطة تقول: "مرحبا أمي" أو "مرحبا أبي"، يدّعون فيها فقدان الهاتف وعدم القدرة على الوصول إلى الحساب المصرفي.
يستغل المحتالون هذه اللحظة لكسب ثقة الضحية، ثم يطلبون تحويل مبلغ مالي عاجل، مدّعين أنهم بحاجة للمساعدة في دفع الإيجار أو شراء هاتف جديد. ولزيادة الإقناع، يرسلون رسائل صوتية مولّدة بالذكاء الاصطناعي "تقلّد صوت الابن أو الابنة بدقة مذهلة".
قال جيك مور، وهو مستشار الأمن السيبراني في شركة ESET: "يمكن للمحتالين استنساخ أي صوت باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي، ما يمكّنهم من خداع العائلات برسائل صوتية واقعية جدا".
تكشف الأبحاث أن هذه الحيلة تطورت، بشكل كبير، مع قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليد الأصوات استنادا إلى تسجيلات منشورة على الإنترنت، مثل مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد مور أن حتى والدته لم تتمكن من التمييز بين صوته الحقيقي والتسجيل المزيّف.
وفقا لبنك "سانتاندير"، سُجلت 506 حادثة احتيال من هذا النوع منذ يناير/كانون الثاني 2025، خسر خلالها الضحايا 490606 جنيه إسترليني (651230 دولار أمريكي)، بينها 135 حادثة فقط في أبريل/نيسان، تجاوزت خسائرها 127 ألف جنيه.
يحذّر الخبراء من أن المحتالين لا يكتفون بانتحال شخصية الأبناء، قد يدّعون أنهم أصدقاء مقربون أو حتى أحد الوالدين، مستغلين معلومات متوفرة علنا على الإنترنت. ويضيف مور: "المحتالون أصبحوا أكثر براعة في خلق قصص مقنعة، ويضغطون على الضحايا للتصرّف فورا من دون تفكير".
توصي الجهات الأمنية باتباع الخطوات الآتية لتجنّب الوقوع ضحية لهذا النوع من الاحتيال:
- لا تحوّل أموالا لحساب جديد من دون التحقق الكامل من هوية المرسل.
- اتصل بالشخص مباشرة على رقمه المعروف لديك.
- أنشئ كلمة سر عائلية تُستخدم للتحقّق في الظروف الطارئة.
- لا تثق برسالة عاطفية أو مستعجلة، خاصة من رقم غير محفوظ.
من جانبها، قالت "واتسآب" إنها تطبّق إجراءات حماية تشمل التشفير التام، وتنبه المستخدمين عند تلقي رسائل من أرقام غير محفوظة. كما يمكن الإبلاغ عن الرسائل المشبوهة عبر التطبيق. وإذا قمت بتحويل أموال بالفعل، اتصل فورا بالبنك لإيقاف المعاملة قبل فوات الأوان.