أوراق ثقافية

«أسبوع القاهرة للصورة» يهدي دورته الرابعة إلى صمود الشعب الفلسطيني

post-img

شهدت منطقة وسط البلد في القاهرة انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من «أسبوع القاهرة للصورة»، الذي تنظمه مؤسسة «فوتوبيا» تحت شعار «اكتشاف المشهد»، وذلك خلال الفترة من 8 حتى 18 الشهر الجاري، برعاية وزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الثقافة. ويشارك في الحدث نخبة من المصورين المحترفين من مصر وعدد من دول العالم، حيث يقام أكثر من عشرين معرضًا فرديًا وجماعيًا، بالتعاون مع مؤسسات دولية مرموقة في عالم التصوير، وذلك في أربعة عشر موقعًا متميزًا في منطقة وسط البلد.

في حفل الافتتاح، أعلنت مروة أبو ليلة، مؤسسة ومديرة «فوتوبيا»، عن إهداء هذه الدورة من «أسبوع القاهرة للصورة» إلى صمود الشعب الفلسطيني، وطلبت من الحضور الوقوف دقيقة تحية وتقديرًا لنضالهم. وأشارت إلى صورة التقطها المصور محمد سالم قبل اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، تُظهر منزلًا مدمرًا يسير أمامه طفل يبيع الحلوى، معتبرة إياها دليلًا على صمود الشعب الفلسطيني وأمله في إنهاء هذه الحرب الوحشية.

كما أعلنت عن إقامة جدار تذكاري يتضمن أسماء 230 شهيدًا من الصحافيين والمصورين، استُشهدوا منذ بداية العدوان على غزة، وذلك بالتعاون مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين. وأوضحت أن أسبوع القاهرة للصورة يتعاون أيضًا مع المصور سامي الرميان، رئيس لجنة «التصوير من أجل الإنسانية»، لتنظيم معرض خاص لدعم المصورين الفلسطينيين.

في كلمته، أعرب كريم شافعي، الرئيس التنفيذي لشركة «الإسماعيلية للاستثمار العقاري»، عن اعتزازه بالشراكة المستمرة مع أسبوع القاهرة للصورة منذ انطلاقه عام 2018، مؤكدًا أن هذا الحدث أصبح من الفعاليات الثقافية البارزة التي تحتفي بفن التصوير في مصر، مشيرًا إلى أن الإقبال الكبير على فعالياته يعكس وعي الجمهور بأهمية الفن البصري، وقدرة مصر على تنظيم فعاليات ناجحة ومؤثرة في المشهد الثقافي.

تحدث إرنستو برام، وهو مستشار التعاون الاقتصادي في سفارة هولندا في القاهرة، عن دور الصورة في التعبير عن المواقف والمشاعر ببلاغة تتجاوز الكلمات، مؤكدًا أن تنوع الزوايا التي يختارها المصورون يعكس رؤى مختلفة للعالم، وهو ما نحتاجه في زمن تتصاعد فيه التوترات. وأضاف أن المصورين المشاركين في أسبوع القاهرة للصورة ينقلون رؤاهم الشخصية للعالم، وتتحول صورهم إلى وسيلة لفهم الواقع، لا مجرّد لحظة مجمّدة.

أما إريك لباس، الملحق الثقافي في المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة، فقد عبّر عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية التي وصفها بأنها منصة نابضة للحكاية البصرية والحوار الفني، مؤكدًا أن «مجموعة المعاهد الثقافية الوطنية التابعة للاتحاد الأوروبي» -التي تضم عشرين معهدًا ثقافيًا في مصر- تؤمن بدور الثقافة في بناء جسور التفاهم بين الشعوب، وأن الصورة هي الوسيلة الأنجع لهذا الغرض، نظرًا لقدرتها على تجاوز اللغة والزمان والمكان.

أكدت ريم فؤاد، مديرة الاتصال في «مجموعة المعاهد الثقافية الوطنية»، أنها تتابع بشغف هذه الدورة من أسبوع القاهرة للصورة، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تدعم فيها المجموعة مهرجانًا للتصوير الفوتوغرافي في مصر، وذلك من خلال سبعة أعضاء، هم المعهد الإيطالي، المعهد الفرنسي، المجلس الثقافي البريطاني، وسفارات هولندا والدنمارك وسويسرا.

في كلمته، أعلن سامي الرميان، رئيس لجنة «التصوير من أجل الإنسانية»، عن تقديم منحة مالية للمصورين الذين يعملون على توثيق القضايا الإنسانية، مشيرًا إلى أن أول معرض ضمن هذه المبادرة خُصص لتوثيق الحرب في غزة، حيث فاز عشرة مصورين بالمنحة، تُعرض مشاريع أربعة منهم ضمن فعاليات هذا الأسبوع. وأوضح الرميان أن هدف اللجنة هو تقديم صورة حقيقية لحياة الفلسطينيين وصمودهم، لا الاكتفاء بصور الألم والمعاناة.

من جانبها، تحدثت نيرفانا بيبرس، منسقة معرض «صندوق المزيكا»، عن فكرة المعرض التي تتمحور حول توثيق مراحل تطور الموسيقى العربية وتأثيرها على الموسيقى الغربية، من خلال صور نادرة، منها ما هو مأخوذ من أرشيف الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالإضافة إلى أعمال للمصور المصري-الأرميني الشهير «فان ليو»، الذي يُعد من أوائل من التقطوا صورًا لنجوم مثل فريد الأطرش وشيريهان. وأكدت بيبرس أن مشاركتها الثانية في الأسبوع تكشف عن تطور ملحوظ في حجمه وتنظيمه وتنوعه.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد