هيمن المشهد السياسي المتأزم عالميا على أجواء حفل افتتاح الدورة الـ78، التي انطلقت في الفترة من 13 إلى 24 مايو/أيار الجاري، حيث خصّت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش بالذكر المصوّرة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة التي استشهدت في غزة برصاص جيش الاحتلال، وكانت من المفترض أن تشارك في المهرجان عبر فيلمها "ضع روحك على يدك وامش".
شهد الحفل حضورا لافتا لعدد من النجوم البارزين الذين تألقوا على السجادة الحمراء، من بينهم ليوناردو دي كابريو، كوينتن تارانتينو، روبرت دي نيرو المُكرَّم في الدورة، لوران لافيت، ميلين فارمر، رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش، إلى جانب جيريمي سترونغ، هالي بيري، ألبا رورفاكر، ليلى سليماني، هونغ سانغ-سو، وبايال كاباديا، الذين اعتلوا خشبة المسرح خلال مراسم الافتتاح.
كما شهد الحفل حضور نجوم آخرين مثل توم كروز، سكارليت جوهانسون، وكريستين ستيوارت. وتترأس لجنة التحكيم النجمة جولييت بينوش، وتضم في عضويتها كلا من هالي بيري، جيريمي سترونغ، ألبا رورفاكر، بايال كاباديا، ليلى سليماني، ديودو هامادي، هونغ سانغ-سو، وكارلوس ريغاداس.
وجهت بينوش الانتباه إلى المصورة الصحفية فاطمة حسونة التي استشهدت في غزة مع أفراد عائلتها عندما ضرب صاروخ منزلهم. وقالت: "في اليوم الذي سبق وفاتها، علمت أن الفيلم الذي شاركت فيه تم اختياره هنا في كان. كان يجب أن تكون فاطمة معنا الليلة." مشيرة إلى الوثائقى "ضع روحك على يدك وامشِ". وتجنبَت بينوش الأسئلة المتعلقة بغزة خلال مؤتمر الصحافة الذي عُقد ظهر الثلاثاء وتحدثت خلال الحفل عن الأحداث السياسية الأخيرة وقالت :
يتمتع الفنانون بفرصة أن يكونوا شهودا من أجل الآخرين. فكلما زاد مستوى المعاناة، أصبح تفاعلهم أكثر أهمية". ثم تحدثت عن الحرب، الاضطرابات المناخية، التمييز ضد النساء. بينما وجه النجم الهوليودي روبرت دي نيرو انتقادا حادا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك أثناء تسلمه جائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان كان السينمائي.
قال الممثل البالغ من العمر 81 عامًا: "في بلادي، نحن نقاتل بكل قوتنا من أجل الديمقراطية التي كنا نعتبرها أمرا مفروغا منه". وأضاف دي نيرو، الذي يُعد من أبرز منتقدي ترامب من نيويورك، أن التخفيضات الكبيرة التي أجراها الرئيس في تمويل الفنون والتعليم كانت مدروسة ومتعمدة. وتابع: "الفن هو الوعاء الذي يجمع الناس معًا… الفن يبحث عن الحقيقة، والفن يحتضن التنوع. لهذا السبب يُعتبر الفن تهديدا، ولهذا نحن أيضا نعتبر تهديدا للطغاة والفاشيين".
انتقد تهديده بفرض تعريفات على الأفلام "التي يتم إنتاجها في الأراضي الأجنبية". وأضاف: "والآن أعلن عن فرض تعريفة بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج أميركا. لا يمكنك وضع سعر على الإبداع، ولكن يبدو أنك تستطيع فرض تعريفات عليه. بالطبع، جميع هذه الهجمات غير مقبولة. هذه ليست مشكلة أميركية فقط، بل هي مشكلة عالمية".
تكريم مؤثر
في لحظة مؤثرة على خشبة المسرح، تسلّم النجم العالمي روبرت دي نيرو السعفة الذهبية الفخرية من صديقه المقرب ليوناردو دي كابريو خلال حفل افتتاح الدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي في قصر المهرجانات يوم 13 مايو/أيار.
بكى دي نيرو أمام الجمهور بينما كان دي كابريو، الذي كان قد عمل مع دي نيرو في العديد من الأفلام، يقدمه بهذه الجائزة المرموقة. وخلال تقديم الجائزة، أعرب دي كابريو عن امتنانه الكبير لروبرت دي نيرو، مشيرا إلى أن الفضل يعود له في توصيته له للعمل مع المخرج الكبير مارتن سكورسيزي. وقال دي كابريو إن هذه التوصية كانت البداية لرحلة سينمائية رائعة، شهدت التعاون بينهما في 6 أفلام، من "عصابات نيويورك" (Gangs of New York) إلى "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon).
فيلم الافتتاح
شهد حفل افتتاح الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي العرض العالمي الأول للفيلم الفرنسي "ارحل في يومٍ ما" (Partir Un Jour)، وهو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة أميلي بونان، التي اقتبست السيناريو بالاشتراك مع ديميتري لوكاس من فيلمها القصير الحائز جائزة "سيزار" عام 2021. الفيلم من بطولة جولييت أرمانيه، باستيان بويون، وفرانسوا رولان.
يحكي الفيلم قصة سيسيل، وهي طاهية باريسية شابة وطموحة تحلم بافتتاح مطعمها الخاص، غير أن أزمة عائلية طارئة تدفعها إلى العودة إلى قريتها الصغيرة، حيث تواجه ماضيها وتستعيد ذكريات قديمة، من بينها قصة حب سابقة تعود فجأة لتغير مسار حياتها.
حضر العرض الأول أبطال العمل والمخرجة، إلى جانب عدد من النجوم العالميين، من بينهم كوينتن تارانتينو، روسي دي بالما، جوليا غارنر، نڤا ماو، زهرا أمير إبراهيمي، وليوناردو دي كابريو، الذي تولى تقديم السعفة الذهبية الفخرية لروبرت دي نيرو في لحظة مؤثرة.
كما شهد الحفل حضور لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة جولييت بينوش، وتضم في عضويتها كلا من هالي بيري، بايال كاباديا، ألبا رورفاخر، ليلى سليماني، ديودو حمادي، هونغ سانغ-سو، كارلوس ريغاداس، وجيريمي سترونغ.