أوراق إعلامية

الذكاء الصناعي أكثر إقناعًا من الإنسان في المناظرات

post-img

بات العلماء الآن يمتلكون دليلًا على مدى قدرة الذكاء الصناعي على التأثير في الآراء بشكل ينافس البشر في التلاعب. ووفقًا لدراسة نُشرت في دورية الطبيعة والسلوك البشري العلمية، يوم الاثنين، استطاعت روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الصناعي تكييف حججها وأن تكون أكثر إقناعًا من البشر في المناظرات عبر الإنترنت بنسبة 64%.

توصّل ريكاردو غالوتي وزملاؤه إلى هذه الاستنتاجات من خلال مطابقة 900 شخص مقيم في الولايات المتحدة مع إنسان آخر أو مع نموذج الذكاء الصناعي GPT-4 الذي طورّته شركة أوبن إيه آي الأميركية. وتناظر المشاركون مع خصوم من البشر والروبوتات في قضايا اجتماعية وسياسية شائكة، مثل عقوبة الإعدام وتغير المناخ والإجهاض والوقود الأحفوري، وسُمح للمشاركين بأربع دقائق افتتاحية لمناقشة حججهم المؤيدة أو المعارضة، وثلاث دقائق للرد على حجج خصومهم، ثم ثلاث دقائق للختام. ثم قاس الباحثون مدى قدرة خصومهم على التأثير في آرائهم.

الذكاء الصناعي يوجّه الرأي العام

صرّح غالوتي لصحيفة واشنطن بوست بأنه "وصلنا بوضوح إلى المستوى التكنولوجي الذي يُمكّننا من إنشاء شبكة من الحسابات الآلية القائمة على نماذج لغوية كبيرة قادرة على توجيه الرأي العام استراتيجيًا في اتجاه واحد". ونبّه إلى أنه "في ضوء بحثنا، أصبح من المُلحّ والضروري أن يُدرك الجميع ممارسة الاستهداف الدقيق التي تُصبح ممكنة بفضل الكم الهائل من البيانات الشخصية التي ننشرها على الإنترنت"، "في عملنا، لاحظنا أن الإقناع المُستهدف القائم على الذكاء الصناعي فعّال للغاية بالفعل بفضل المعلومات الأساسية والمتاحة نسبيًا فقط".

وصفت أستاذة التكنولوجيا والتنظيم في جامعة أكسفورد، ساندرا واتشر، نتائج الدراسة بأنها "مُقلقة للغاية". وقالت إنها قلقة بشكل خاص بشأن كيفية استخدام النماذج لهذا الإقناع في نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة. وأوضحت أن هذه الروبوتات "لا تميّز بين الحقيقة والخيال، فهي ليست مصممة، بالمعنى الدقيق للكلمة، لقول الحقيقة. ومع ذلك، فهي تُستخدَم في قطاعات عدة تُعدّ فيها الحقيقة والتفاصيل مهمة، مثل التعليم والعلوم والصحة والإعلام والقانون والمالية".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد