أوراق إعلامية

«ورد» طفلة النار الناجية من محرقة غزة

post-img

«أبي، انظر إليّ... هل أحترق؟» تقول الطفلة لوالدها الجالس بقربها على كنبة فيستيقظ مرعوباً. يقدم لنا مخرج فيلم Manchester by the Sea في مثل هذه المشاهد ذروة الألم الإنساني والنفسي، لأب خسر طفلتيه في حريق منزلي وقع بالخطأ. نال الفيلم جائزة الأوسكار على إثر هذا الأداء الإنساني العميق. لكن في قطاع غزة، لا جوائز. لا استراحات. ولا ينتهي التصوير أبداً. هناك فقط أطفال حقيقيون يهربون من حريق حقيقي، لا ينطفئ ولا يُنسى.

تداول ناشطون مقطع فيديو مؤلماً يوثّق لحظة هروب الطفلة الفلسطينية ورد جلال الشيخ من نيران القصف الإسرائيلي الذي استهدف «مدرسة فهمي الجرجاوي»، التي كانت تؤوي نازحين في «حي الدرج» وسط قطاع غزة. الهجوم، الذي تم بأربعة صواريخ حارقة، أسفر عن استشهاد نحو 30 شخصاً، بينهم ستة أطفال.

مشهد ورد وهي تركض بين الركام والنيران أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. كتب أحد المستخدمين: «ليست صورة من خيال، ولا من إنتاج الذكاء الصناعي... هذه طفلة حقيقية من غزة، تحاول الهرب من نارٍ تلتهم أحلامها وجسدها»، بينما عبّر آخرون عن عجزهم عن وصف المشهد، وقال صحافي يمني: «تتواصل حرب الإبادة لشعب يموت قهراً وجوعاً، ستصدر بيانات شجب وتنديد، وتستمر المذبحة بلا هوادة».

في تعليق على الحادثة، قالت منظمة Euro-Med لحقوق الإنسان في بيان لها: «ما حدث في حي الدرج يُعد جريمة حرب واضحة، واستهداف مدرسة تؤوي نازحين يُثبت من جديد سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد المدنيين في غزة، وبشكل خاص الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني».

تضاف صورة ورد إلى آلاف الصور الموثّقة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، التي تستهدف المدنيين بشكل ممنهج منذ بدء العدوان في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وعلى رأسهم الأطفال، في ظل صمت دولي مطبق وعجز متكرر عن إيقاف حمام الدم.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد