غسان ريفي (سفير الشمال)
ذهب أعضاء لائحة “نسيج” ال١١ زائدا عضوا من لائحة “حراس المدينة” إلى خيار الاستقالة الجماعية التي تقدموا بها إلى محافظ الشمال بالوكالة السيدة إيمان الرافعي التي أمهلتهم ثلاثين يوما بحسب القانون لقبولها وحل المجلس البلدي ووضع البلدية في عهدتها أو تراجع عضو واحد عن الاستقالة أو أكثر أو جميعهم ما يساعد على رأب الصدع تمهيدا للانطلاق بالعمل البلدي المنتج خصوصا أن المجلس البلدي يضم كفاءات وخبرات تحتاجها المدينة في مسيرة النهوض المأمولة.
يوم أمس كان طويلا لكنه إنتهى بنتائج سلبية فماذا حصل خلال ساعاته؟
اللافت، أن الخلافات لم تكن على البرامج أو على التنافس من أجل خدمة المدينة، بل كانت بسبب إصرار لائحة “نسيج” على المشاركة في القرار سواء عبر ترؤس اللجان المختلفة من صحة وبيئة وتربية ومال وتنمية إجتماعية، وحصول رئيسها الدكتور وائل زمرلي على رئاسة إتحاد بلديات الفيحاء.
وقد تلقف رئيس البلدية الدكتور عبدالحميد كريمة مطالب “نسيج”، حيث وافق بعد إتصالات إستمرت إلى ساعة متأخرة من ليل أمس الأول، وكان يفترض أن يصار إلى التوقيع على ميثاق شرف حول الاتفاق يوم أمس.
وعند الساعة التاسعة والنصف صباحا موعد إستلام كريمة لمهامه رسميا كرئيس لبلدية طرابلس، كان أعضاء لائحة “نسيج” يجتمعون في “قهوة التل العليا”، حيث طلبوا من كريمة أن يزورهم ويوقع على الميثاق في المقهى وأن يصطحبهم إلى البلدية، لكن كريمة رفض ذلك كونه يسيء إلى مقام رئاسة البلدية، وطلب منهم ملاقاته في قاعة المجلس البلدي للاجتماع والتوقيع على الميثاق، خصوصا أنه وبحسب رأي كريمة أن كل الأمور المتعلقة بالمجلس تُحل تحت سقف القصر البلدي وليس في أي مكان آخر، وأنه يفترض بالجميع أن يحافظ على موقع وهيبة رئيس البلدية.
هذا الطلب رفضه أعضاء لائحة “نسيج” وتوجهوا فورا إلى سراي طرابلس لتقديم إستقالتهم الجماعية.
في غضون ذلك، إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور كريمة وأعضاء لائحة “رؤية” ال١١، حيث إطلع منهم على تفاصيل ما حصل، بما في ذلك إنتقال أعضاء “نسيج” إلى سراي طرابلس لتقديم إستقالتهم.
وقد شدد ميقاتي على ضرورة التعاون بين جميع أعضاء المجلس البلدي، لأن طرابلس بحاجة إليهم جميعا مجددا التأكيد أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع ولا يعطي أي طرف أحقية على حساب طرف آخر، ونصح كريمة والأعضاء بالتوجه إلى السراي والاجتماع بأعضاء “نسيج” للوصول إلى صيغة مشتركة تعيد الأمور إلى مجاريها وتحمي المجلس البلدي من الحل.
وبالفعل، فقد توجه كريمة والأعضاء إلى السراي، لكن الاجتماع لم يفض إلى أي نتيجة إيجابية، حيث تمسك الدكتور كريمة بمعالجة أي مشكلة ضمن القصر البلدي، فيما أصر الدكتور زمرلي على توقيع الميثاق المتفق عليه في المحافظة، وعندما وصلت الأمور إلى طريق مسدود تقدم أعضاء نسيج باستقالتهم، الأمر الذي ترك إنطباعا سلبيا في المجتمع الطرابلسي بفعل الانقلاب على التعهد الذي وقعه المرشحون أمام مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام بعدم الاستقالة والتعاون فيما بينهم مهما كانت نتائج الانتخابات، والتصريحات التي سبق وأدلى بها كريمة وزمرلي وأكدا فيها أن كل منهما سيكون جنديا إلى جانب الرئيس المنتخب للبلدية.
واللافت، أن رئاسة إتحاد الفيحاء التي يطلبها الدكتور زمرلي ليست في يد الدكتور كريمة الذي لا يملك سوى صوته مقابل ثلاثة أصوات لرؤساء بلديات الميناء والقلمون والبداوي، حيث تسربت معلومات أمس عن أن هؤلاء يرفضون التصويت لعضو من مجلس بلدية طرابلس وأن أصواتهم لا يمكن أن تكون إلا لرئيس بلدية مثلهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارة طرابلس رئاسة الاتحاد مجددا، لا سيما في ظل طموح أكثر من رئيس بلدية بأن تؤول رئاسة الاتحاد إلى مدينته لا سيما البداوي التي كانت الرئاسة في عهدتها وكذلك الميناء.
إذا، ستكون طرابلس أمام فترة مفصلية عبارة عن ثلاثين يوما، فإما أن يصار إلى تثبيت الاستقالة وتدخل بلديتها في أزمة جديدة تضاف إلى أزماتها الكثيرة، أو أن يتراجع أعضاء نسيج عنها بفعل جهود سعاة الخير الذين باشروا محاولاتهم للتوفيق بين الطرفين، أو أن يقتنع أعضاء من “نسيج” بالعودة بغض النظر عن الاتهامات بالخيانة التي تطوق بعض الأعضاء بعد إعطاء صوت واحد للائحة “رؤية” أفضت إلى فوز الدكتور كريمة الذي يؤكد أنه لن يتهاون بمقام الرئاسة وهيبتها وحضورها، خصوصا بعد الفترة الماضية التي تحولت فيها البلدية إلى فشة خلق ما أفقدها حضورها ودورها.