اوراق خاصة

إيران تتوعّد بردّ قاسٍ على العدوان الإسرائيلي وسط إدانات دولية

post-img

في تصعيد خطير، استفاق العالم فجر يوم الجمعة على عدوان إسرائيلي واسع استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية وأحياء سكنية في الجمهورية الاسلامية في إيران، ما أسفر عن استشهاد عدد من القادة الكبار بينهم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، القائد العام للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية فريدون عباسي، رئيس الجامعة الحرة الإسلامية مهدي طهرانجي ورئيس مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس اللواء غلام علي رشيد. في غضون ذلك أعلن وزير الحرب "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس عن توجيه ضربة وصفها بـ"الاستباقية" لإيران، وفرض حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء الكيان الصهيوني تحسبًا للرد الإيراني. 

وعلى الفور، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية بمختلف تشكيلاتها، حالة الاستنفار التام بعد العدوان "الإسرائيلي" المباغت الذي خلّف عددًا من الشهداء بينهم مدنيون وقيادات عسكرية وعلماء بارزون.

وفي رسالة وجهها إلى الشعب الإيراني، ندّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بالعدوان "الإسرائيلي" الذي استهدف إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025، مؤكدًا أنّ الكيان الصهيوني ارتكب جريمة بشعة باستهدافه مراكز سكنية، وكشف عن طبيعته الإجرامية.

وتوعّد الإمام الخامنئي "إسرائيل" بـ"عقاب شديد"، مشيرًا إلى أنّ القوات المسلحة الإيرانية لن تترك الجريمة تمرّ دون ردّ، مضيفًا أنّ استشهاد عدد من القادة والعلماء لن يوقف المسيرة، بل سيواصل خلفاؤهم مهامهم على الفور. وختم بالتأكيد أنّ الكيان الصهيوني "أعدّ لنفسه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا سيجنيه حتمًا".

كما توعد الحرس الثوري الإيراني بردّ قاسٍ على اغتيال قائده وعدد من رفاقه، محمّلًا الكيان الصهيوني والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان. وأكد في بيان أن استشهاد اللواء سلامي "لن يمرّ دون رد"، مشيرًا إلى أنّ "الانتقام سيكون صارمًا ويندم عليه الأعداء، وأنّ الدرب الذي خطّه القائد الراحل سيُستكمل بعزيمة أشدّ من قبل رفاقه في الحرس والقوات المسلحة".

وفي بيان صادر عن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكد فيه أنّ إيران كانت قد تجنّبت حتّى الآن خيار الحرب، لكن هذا العدوان الدموي "لن يُترك دون رد"، متوعدًا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"درس مرير". ووعدت القيادة العسكرية بنشر تفاصيل العمليات ونتائجها في الوقت المناسب.

من جهتها، أدانت وزارة الدفاع الإيرانية العدوان الجوي الصهيوني على إحدى المدن السكنية في إيران، واصفةً إياه بـ"الهجوم الجبان" و"الجريمة الوحشية" التي أودت بحياة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى قادة عسكريين وعلماء بارزين. وأكدت الوزارة في بيان أن هذا العدوان يكشف الوجه الحقيقي والإجرامي للكيان الصهيوني المنتهك لكافة القوانين والأعراف الدولية، معلنةً استعداد القوات المسلحة، بتوجيه من القائد الأعلى وباحتضان الشعب، لتوجيه ردٍ قاسٍ ومؤلم يجعل العدوّ يدفع الثمن كاملًا.

هذا؛ وأكدت السلطة القضائية في إيران أن الكيان الصهيوني سيواجه ردًا "ساحقًا" من "يد محاربي الإسلام القوية"، على عدوانه الدموي الأخير على الأراضي الإيرانية، والذي وصفته بـ"الجريمة الوحشية التي كشفت مجددًا عن طبيعته الإجرامية والعدائية تجاه الشعب الإيراني الثابت بقيادته وقضائه وقواته على العهد والذي لن يسمح بمرور هذه الجريمة من دون عقاب يوازي فداحة الجريمة.

الموقف الأميركي

في السياق ذاته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حسب ما نقل عنه كبير المراسلين السياسيين لشبكة "فوكس نيوز" بريت باير، في تصريحات تليفزيونية، "إن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وستساعد في الدفاع عن إسرائيل إذا احتاجت للمساعدة، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران". وأشار باير إلى أن ترامب قال له إنه كان على علم بموعد الضربات الجوية الإسرائيلية في وقت مبكر، وإنه ينتظر ليرى رد الفعل الإيراني على ما حدث، وإنه يرغب في استكمال المفاوضات مع إيران. 

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في بيان، "إن إسرائيل اتخذت موقفًا أحاديًا ضد إيران، وإن الولايات المتحدة ليست مشاركة في هذه الضربات، والأولوية الأولى هي حماية القوات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط"، مؤكدا "ضرورة ألا تستهدف إيران المصالح الأميركية أو أفراد أميركيين".

إدانات دولية

لاقى العدوان الإسرائيلي على إيران ردود فعل دولية رسمية، إذ دعا الرئيس اللبناني جوزف عون المجتمع الدولي إلى التحرك فورًا لمنع "إسرائيل" من تحقيق أهدافها، معتبرًا أن الاعتداءات الإسرائيلية على إيران استهدفت كل الجهود والمبادرات للمحافظة على الاستقرار في المنطقة. أما رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أدان بشدة العدوان الإسرائيلي الخطير، معتبرًا أنه  "يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة إيران، وتداعياته تهدّد استقرار المنطقة بأشملها لا بل السلم العالمي"، لكن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اعتبر ان الكيان الإسرائيلي بكل مستوياته يمثل تهديدًا عابريًا لحدود الدول المستقلة، مؤكدًا وقوف لبنان الى جانب إيران.

وزارة الخارجية السعودية عن "إدانتنا واستنكارنا الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية" وهاتف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان نظيره الإيراني عباس عراقجي وعبّر عن إدانة الاعتداء الإسرائيلي السافر.

بدورها، الخارجية الإماراتية أدانت بأشدّ العبارات الاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرّضت له إيران وعبّرت عن قلقنا العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن "قطر تستنكر الهجوم الإسرائيلي على إيران وتعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادتها وأمنها وخرقاً واضحاً لقواعد ومبادئ القانون الدولي".

من جهتها، حمّلت سلطنة عُمان‬ "إسرائيل" المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطير الذي يهدد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة.

كما أدان المجلس السياسي الأعلى في اليمن بأشد العبارات العدوان الصهيوني السافر على إيران وأعلن وقوف اليمن الى معها في حقها المشروع للرد على هذا العدوان.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد