أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الأسبوع الماضي، إيقاف بث فيلم "غزة: أطباء تحت الهجوم" بدعوى خوفها من أن تبدو منحازة. لكن القناة البريطانية الرابعة سوف تعرض الفيلم الوثائقي عن معاناة المسعفين في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي وجرائمه. وقدّمت القناة مبرّرات لصالح العرض جعلت عدم عرضه على شاشة "بي بي سي" دليلًا آخر ضدها في اتهامات الانحياز لــ"إسرائيل".
كانت "بي بي سي" قد أعلنت قبل أكثر من عام عن فيلم "غزة: أطباء تحت الهجوم" الذي أنتجته شركة بيسمنت فيلمز المستقلة، لكنها أجّلت بثه حتى انتهاء مراجعة جارية لبرنامج آخر يتناول المنطقة. ويتضمن الفيلم الوثائقي روايات شهود عيان من العاملين الصحيين الفلسطينيين في الخطوط الأمامية بغزة، ويوثّق الهجمات على المستشفيات والعيادات.
"غزة: أطباء تحت الهجوم" على القناة الرابعة
الآن، سوف يُعرض "غزة: أطباء تحت الهجوم" على القناة الرابعة يوم الأربعاء 2 يوليو/تموز القادم عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت غرينتش. وأفاد بيانٌ بأن القناة الرابعة راجعت محتوى الفيلم للتأكد من استيفائه المعايير التحريرية للقناة وقواعد البث الصادرة عن هيئة الاتصالات البريطانية. ونقل البيان عن المسؤولة في القناة لويزا كومبتون أن "هذا فيلمٌ مُوثّقٌ بدقةٍ ومهم، يتناول الأدلة التي تدعم مزاعم الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي من قِبل القوات الإسرائيلية، وهو فيلمٌ يستحق المشاهدة على نطاقٍ واسع، ويُجسّد التزام القناة الرابعة بالصحافة الشجاعة والجريئة".
الفرق بين "بي بي سي" والرابعة
تباينت مواقف القناتين البريطانيتين حيال "غزة: أطباء تحت الهجوم" بشكل جعل "بي بي سي" تتورط أكثر في تهمة الانحياز لــ"إسرائيل". عندما عقد المدير العام لـ"بي بي سي" تيم ديفي اجتماعًا افتراضيًا مع الموظفين هذا الشهر، تلقى أسئلة عدة حول فلسطين، من بينها تساؤلات حول رفض بث وثائقي المسعفين. وأوردت صحيفة ذا غارديان أن من بين الأسئلة التي واجه بها الموظفون ديفي: "كثيرًا ما أُواجَه بأن بي بي سي آلة دعاية متحيزة بشأن غزة"، و"أحب عملي، لكن أحيانًا لا أستطيع إخبار أي شخص بأنني أعمل هنا خوفًا من الجدل. ما العمل حيال هذا؟". ديفي أجاب عن الأسئلة قائلًا إنه لا ينبغي لأحد أن يتشاجر مع أصدقائه وأفراد عائلته دفاعًا عن تغطية بي بي سي العدوان، وقال إن القرارات التحريرية المتعلقة بتغطية غزة كانت "صعبة للغاية".
في المقابل، وفي مقالٍ رأي، أوضحت كومبتون: "نعرض هذا العمل لأننا نعتقد أنه بعد تدقيقٍ دقيقٍ للحقائق، فإننا نُقدّم وجهة نظرٍ محايدةٍ تمامًا لموضوعٍ يُثير انقسامًا في الآراء، وكثيرًا ما يُثير جدلًا حول ماهية الحقيقة"، "لدى القناة الرابعة تقليدٌ راسخٌ في عرض التقارير المُقلقة أمام جمهورنا. ونحن بذلك نُدرك أننا سنُثير حفيظة أحدهم في مكانٍ ما في وقتٍ ما. لكننا نفعل ذلك لأننا نؤمن بأن من واجبنا نشر قصصٍ صحافيةٍ مهمة، لا سيما تلك التي لا تُروى في مكانٍ آخر".