أوراق ثقافية

فلسطينية توثق عنصرية "مكتب الهجرة الأمريكية" المروّعة..!

post-img

كشفت شابة فلسطينية من ولاية تكساس، أُفرج عنها البارحة، من مركز احتجاز تابع لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، عن تعرّضها لسلسلة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال ما يقارب خمسة أشهر من الاحتجاز، شملت تقييدها بالأصفاد لأوقات طويلة، وحرمانها الطعام والماء.

وُلدت ورد سكيك، البالغة من العمر 22 عامًا، في السعودية لأبوين فلسطينيين من قطاع غزة. وبما أن المملكة لا تمنح الجنسية تلقائيًا لأبناء الأجانب المولودين على أراضيها، فقد كانت سكيك رسميًا عديمة الجنسية حين هاجرت أسرتها بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الثامنة من عمرها.

لاحقًا، تقدّم والداها بطلب لجوء سياسي في الولايات المتحدة، لكن طلبهما رُفض، ورغم ذلك سُمح لهما بالبقاء في البلاد بشكل قانوني مع الخضوع لمتابعات روتينية مع سلطات الهجرة.

أنهت سكيك دراستها الثانوية والجامعية في جامعة تكساس بمدينة أرلينغتون، وأسست عملًا في تصوير حفلات الزفاف، وتزوجت من مواطن أمريكي، وبدأت إجراءات الحصول على الإقامة الدائمة (غرين كارد). إلا أنه عقب عودتها من رحلة شهر العسل في جزر العذراء الأمريكية ، أوقفتها سلطات الجمارك بسبب عبورها أجواءً دولية، وهذا يعده مسؤولون في وزارة الأمن الداخلي مخالفة لسياسات الهجرة، وفقاً للعديد من المنصات التقدمية الأمريكية، ومن بينها “كومن دريمز” و” سوشيال نيت ورك”

في مؤتمر صحافي عقب الإفراج عنها، قالت سكيك: “بعد ساعات فقط من عودتنا من شهر العسل، أُلبستُ بدلة رمادية وقُيّدت بالأصفاد. كنت مكبّلة لمدة 16 ساعة على متن حافلة من دون طعام أو ماء. نُقلنا مثل الماشية، وكانت الحكومة الأمريكية تحاول ترحيلي إلى مكان لا أعرف عنه شيئًا.”

تابعت: “لم نحصل على ماء أو طعام، وكان السائق يأكل من مطعم ‘تشيك-فيل-أي’ بينما كنا نتوسل للحصول على الماء ونطرق الباب طلبًا للطعام، لكنه كان يرفع صوت الراديو ويتجاهلنا.”

كما أشارت إلى الظروف غير الصحية في مركز احتجاز “بريريلاند” في مدينة ألفارادو في ولاية تكساس، حيث أدى تدهور النظافة إلى انتشار أمراض بين المحتجزين. وأضافت: “دورات المياه كانت مقززة للغاية، والأسِرّة مغطاة بالصدأ، ولا تُصان بشكل مناسب، والحشرات من صراصير وجراد وعناكب تملأ المكان، والفتيات كنّ يتعرضن للدغ باستمرار.”

في مقابلة على قناة CNN، قالت سكيك: “لا أتمنى لأحد أن يمرّ بما مررت به. لقد كانت تجربة قاسية، مروعة، وصعبة جدًا جدًا.”

من جهته، قال محاميها إريك لي للقناة إن بعض مسؤولي الهجرة وصفوا روايتها بأنها “قصة حزينة” لا أكثر. وتساءل: “ما نطلبه من الشعب الأمريكي هو: من ستصدقون؟ أعينكم التي ترى أم تصريحات من يرتكبون هذه الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية؟”.

أكدت سكيك أنها تعتزم الآن الدفاع عن النساء والفتيات المحتجزات في مراكز ICE، وقالت: “أريد أن يعرف العالم أن النساء اللواتي يأتين إلى هنا يأتين بحثًا عن حياة أفضل، لكنهنّ يُجرّمن بسبب ذلك. يُجردن من حقوقهن ويُعاملن بوحشية وكأنهن أقل شأنًا، فقط لأنهن أردن مستقبلًا أفضل.”

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد