أوراق ثقافية

واتسآب يعلن «الجهاد»... و «داعش » تجتاح الجامعات السورية

post-img

رضا صوايا/جريدة الأخبار

بدأت تتصاعد موجات العنف في الجامعات ضد الطلاب الدروز، مترافقةً مع ظهور مجموعات متعددة على تطبيقات واتساب وتيليغرام تنشر أسماءهم ومعلومات شخصية عنهم وأماكن سكنهم في السكن الجامعي.

الأزمة في السويداء والإنتهاكات المخيفة لحقوق الإنسان، تخطت حدود المحافظة، مع تسللها إلى الجامعات التي يفترض أن تكون واحةً للعلم والمعرفة والانفتاح والتعايش السلمي وتغليب لغة الحوار.

في تطور خطير، بدأت تتصاعد موجات العنف في الجامعات ضد الطلاب الدروز، مترافقةً مع ظهور مجموعات متعددة على تطبيقات واتساب وتيليغرام تنشر أسماءهم ومعلومات شخصية عنهم وأماكن سكنهم في السكن الجامعي، مع دعوات صريحة للاقتصاص منهم وإيذائهم.

تحولت قاعات المحاضرات وغرف الطلاب المكدسة بالأحلام والآمال إلى مساحات تصلح لمقابر جماعية افتراضية حتى اللحظة. هناك، حيث يجب أن يزدهر العقل، بات الخوف سيّد اللحظة. لم يعد الطالب في سوريا يلاحق مستقبله، بل يهرب من انتمائه ودينه ومن اسمه الذي قد يُدرج على لائحة للموت، فقط لأنه وُلد في طائفةٍ معيّنة.

الأسوأ من ذلك؟ كثيرون ممن يرتكبون هذه الممارسات ليسوا عناصر أجهزة أمنية، ولا ميليشيات متفلتة أو «عناصر غير منضبطة»، بل طلاب مثلهم، وربما زملاء مقاعد الأمس. في أحد الفيديوهات، يظهر رئيس جامعة حلب وهو يخاطب مجموعة من الطلاب المنفعلين الذين تجمهروا وطالبوا بطرد زملائهم الدروز من الجامعة. يسألهم «أنتوا مع الرئيس أحمد الشرع ولا لأ؟ الرئيس أحمد الشرع قال السويداء جزء منا». ويستطرد محاولًا تذكيرهم بروح الزمالة بأن الدروز «طلاب متلكم جايين يتعلموا».

رسائل على تطبيق تيليغرام

داخل المدينة الجامعية في دمشق، كتب على الحيطان «بني معروف صهاينة» و«لا مكان للعملاء بيننا». وانتشر فيديو لمجموعة عرفت عن نفسها بأنّها «طلاب الهندسة من أهل السنة والجماعة في تجمع السكن الجامعي في دمشق» يشير فيه الناطق باسمهم إلى أنّ «أرضنا وسكننا وجامعاتنا لا تتسع لهويتين، فإما نحن وإما نحن، ورقابنا دون ذلك». كذلك ظهرت رسائل على تطبيق تيليغرام صادرة عن طلاب من كلية الطب في جامعة دمشق تدعو إلى «مقاطعة هؤلاء، لا تسلم عليهم، لا تتكلم معهم، لا تشاركهم بأي نشاط، هؤلاء مواطنو دويلة الهجري ولا يتبعون لدمشق بأي شكل. مع ذكر أسماء من وصفوا بأنهم "هجريو الدفعة».

كذلك نشر بيان صادر عن «طلاب جامعة الحواش الخاصة» بتاريخ 17 تموز (يوليو)، يعلن فيه مطلقوه عن «منع دخول أي طالب يعرف بدعمه للخونة الصهاينة (جماعة الهجري) سواء بالكلام أو بالفعل أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى حرم جامعتنا. وحدد البيان مهلة حتى صباح اليوم التالي للطلاب الدروز من (جماعة الهجري) بمغادرة جامعة الحواش بشكل نهائي.

احدى المجموعات على تطبيق واتساب تحمل اسم افضحوا الخونة (أي الطلاب الدروز)، وفيها رسائل تتضمن صورهم وأسماءهم ومكان سكنهم الجامعي و«جريمتهم». إحدى الرسال تتوجه إلى «شيخنا». وبعد ذكر المعلومات عن الطالب المعني، يشير المرسل إلى أن المذكور «ما شكلو عم يحارب معهم بس كان حاطت حالة (بدهم تفوت المساعدات) وقايل إن العشائر هي يلي وقفت المساعدات».

في حالات أخرى، لا يظهر من بعض المنشورات وجود أي «جرم» خطير ككتابة «ستاتس»، بل فقط الإنتماء إلى الطائفة الدرزية، حيث نشرت العديد من صور الطلاب مع اختصاصهم الجامعي وأي سنة وأرقام هواتفهم. بعض التفاعلات على الصور أكثر رعبًا من الكلام/ تفاعل بعضهم بوضع مقصّات (في إشارة إلى موجة قص الشوراب للمشايخ والرجال الدروز) وأعلام سود (داعشية).

وفي مجموعة على واتساب تحمل اسم «شباب الطب البشري دفعة 2028»، يدعو أحدهم إلى أنه «لازم بس نشوف عهد بالجامعة نقتلها ونبيعها أشلاء». بدل الاستنكار ورفض هذا الكلام، يستوضح زميل له في المحادثة «عهد تبع المسند درزية؟». القتل لا يكفي. أحدهم لديه فكرة خلاقة قبل القتل والمتاجرة بالأعضاء، داعيًا إلى اغتصابها أولًا.

كما تضمنت بعض المنشورات صورًا لطلاب دروز يحملون السلاح مع الإشارة إلى أنهم من «جماعة الهجري» واشتبكوا مع قوات الأمن العام.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد