اوراق مختارة

عارٌ يا مصر... فليقُم سليمان خاطر..!

post-img

سديف حمادة/ قاص وشاعر لبناني

سألت Chat gpt كم عدد المسلمين في مصر؟ فأجابني مفصّلًا:

في منتصف العام 2023، قُدّر عدد سكان مصر بـ 109.5 مليون نسمة، 90% مسلمون، أي ما يُقارب 98 مليون مسلم.

يا أهل مصر، يا قرنًا مليونيًا من السكان المسلمين، وعقدًا من المسحيين، إذا ما قيس بالزمن...

يا مصر، يا مرمى حجر من غزة، يا عيب قوارير الأرزّ الصغيرة يتقاذفها الموج!

أقفلوا مساجدكم، وكمّموا أفواه المآذن..

لا تشدّوا الرحال بعدُ إلى حج أو عمرة

انسوا اتجاه القبلة

لا تردّدوا نشيدكم الوطني

اصرفوا أبناءكم عن الالتحاق بالقوات المسلحة المصرية

جمّعوا صواريخكم ودباباتكم وطائراتكم ومدافعكم، وسبعين مليون رشاش حربي متعدد الأعيرة وذخائر بوزن أهرام خوفو وأبو الهول وخفرع وأبو القرع وأم القرع ومنقرع وزوسر واوناس، وتيتي وأبو صير وهوارة وعالهوارة الهوارة "واحنا اللي بنينا السد العالي"...

جمّعوها كلها، ثم اصهروها وحوّلوها إلى حديد، فالحديد ثمين إذا كان موزنًا...

يمكنكم وقتها أن تأكوا المحاشي بدل الفول ...

يا عار تاريخ مصر كله لما يجري اليوم في غزة!

أليس فيكم بضعة آلاف شرفاء؟!

أليس في رؤوس أمة مصر كلها بضعة كيلوغرامات من النخوة تزان بميزان حبال قديم؟!

ألا تعرفون كلمة قوة تترجمون بها أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟!

هل اعتقلكم الشيطان كلكم؟!

 ألهذه الدرجة يبدو الشيطان قويّا عليكم...؟!

والله لو ألقيتم "حفّاضات صغاركم" على "إسرائيل" لطمرتها...

لقد صبرت طويلًا جدًّا حتى ضاق صدري، وتلفت أعصابي والتهبت الأنفاس في رئتيّ مراهنًا على الغضب المصري، مراهنًا على الصمود البطولي في وجه العدوان الثلاثي، مراهنًا على النخوة القومية، مراهنًا على بقية ذرة شرف فيكم، مراهنًا على طيّار كجول جمّال (سوري الجنسية التحق بالجيش المصري) غير أن كيل الذل قد طفح، ومشهد الدم يكاد يجرف رفح، فرأيت- واعذروني- أن للتسافُهِ موقعًا في حالٍ مثل حالكم، وما كنت هدتُكم أهل خذلان إلى هذا المدى.

أيها الجنود المصريون، عهدنا بكم، نحن العرب، أنكم أشاوس وشجعان، فاركلوا بأقدامكم جنيهات الذل التي تتقاضونها مقابل حراسة "إسرائيل".

أنتم لستم، اليوم، حرّاس مصر العربية، أنتم حراس حدود كيان "إسرائيل" الغاصب ...

ألم يعد فيكم مثل الشهداء: عبد المنعم رياض ووإبراهيم الرفاعي وأحمد حمدي وعبد العاطي وغيرهم الآلاف؟ ألم يعد فيكم رجل ارتوى من حليب أمه؟!

أنتم لم ترتدوا بزاتكم العسكرية لتكون فوهات بنادقكم صوب الأرض...

كل واحد منكم هو شريك في قتل أخيه الغزي، كل واحد فيكم هو اليوم متخاذل بامتياز، خائن بامتياز، مجرم بامتياز، ما لم تثوروا...

يكفي أيها الجيش المصري الأبي أن تتحرك كرامتك العربية التاريخية.

يكفي أن تنقلب على آخر عقود الذل الكامب ديفيدية حتى تعود إنسانًا

يكفي أن تصيحَ ذات صباح ولو كالديك، ربما يستيقظ نيامُ مصر.

يكفي أن تعرف أن الله حق، والسؤال في القبر حق، والنشور بين يدي الله يوم القيامة حق، حتى تقلب الطاولة على ثمالى أمّتك وتعلن التمرُّد، قبل أن يأتي كل واحد منكم يوم القيامة وفي يده قارورة دم من دماء أطفال غزة، ونسائها وشيوخها وتصيح بك السماء: هذا نصيبك من دمهم..!

حينها ستأتون بمئة مليون وتسعة ملايين قارورة وبضع قوارير من الأرزّ المصري، ممّا وصل أقله إلى شواطئ غزة وابتلع البحر أكثره...

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد