آمال خليل (الأخبار)
في حمأة المؤامرة الدولية على سلاح المقاومة، تشهر ورقة الأسرى اللبنانيين في إسرائيل كوسيلة للابتزاز أو كجزء من التسوية. لكن القضية التي رست أخيراً على ستة عشر أسيراً، تبقى هامشية رغم التعقيدات التي تشوبها. فالأسرى المعروفون مجهولو المصير بسبب منع العدو للصليب الأحمر الدولي من الوصول إليهم. فيما الرقم نفسه قابل للزيادة، ليس بسبب استمرار قوات الاحتلال باعتقال أهالي المنطقة الحدودية فقط، إنما أيضاً بسبب احتمال وجود أسرى أحياء كانوا سابقاً في عداد مفقودي الأثر، لا سيما بعد إعلان العدو عن إنشاء جناح (راكيفيت) ضمن سجن أيالون لـ«الأسرى الخطرين من حماس وقوات الرضوان في حزب الله».
في السابع من حزيران الماضي، صار الراعي ماهر حمدان (28 عاماً) الأسير اللبناني الرقم 16 في المعتقلات في فلسطين المحتلة. حينها، توغلت قوة إسرائيلية إلى محلة عين الخوخ في أطراف بلدته شبعا على بعد أكثر من كيلومتر عن الشريط الشائك واقتادته بينما كان يرعى قطيعه. وقال والده فارس حمدان لـ«الأخبار» إن مصير ولده «بقي مجهولاً طوال شهر وعشرين يوماً، إلى أن تبلغنا من عائلة الأسير علي فنيش بأنه مسجون معه في المعتقل نفسه». خلال تلك المدة، اعتقدت العائلة بأن ماهر استشهد، بعدما لم تثمر الاتصالات مع الصليب الأحمر الدولي واستخبارات الجيش والأجهزة الأمنية للسؤال عنه. مع ذلك، لم يخطر ببال آل حمدان بأن الدولة لا تعلم في الأساس بأن هناك أسيراً يدعى ماهر حمدان. ففي 28 تموز الماضي، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام وفداً من أهالي شبعا في السراي الحكومي. وبحسب البيان الصادر عن السراي، طلب الوفد من رئيس الحكومة متابعة قضية حمدان، ووعد الأخير بذلك. لكن تتمة الخبر تفيد بأن سلام صارح الوفد بأنه «لم يكن على علم بوجود أسير من شبعا»!.
ليس سلام «الضائع» الوحيد في ملف الأسرى، بل الأسرى أنفسهم وعائلاتهم من خلفهم. منذ اعتقالهم مع بدء التوغل البري إلى ما بعد وقف إطلاق النار، تجمع خريطة تواجد الأسرى كأحجار الدومينو، استناداً إلى شهادات أسرى محررين. فيما لا وجود لرواية رسمية حول أعدادهم النهائية أو أماكن اعتقالهم أو أحوالهم. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن مندوبي الصليب الأحمر في لبنان أبلغوا الأهالي بأنهم لا يعلمون شيئاً عن الأسرى لأن زملاءهم في مكتب القدس المحتلة «لم يقابلوا اللبنانيين بسبب الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال عليهم»، فيما تحدثت مصادر متابعة عن «إصرار اسرائيل على عدم إعطاء إجابة عن أي استفسار يتعلق بالأسرى والمفقودين سواء لأميركا أو قوات اليونيفيل أو الصليب الأحمر، لأن لكل معلومة ثمنها في ظل الصراع مع حزب الله». فما هي الخريطة النهائية؟.
في الرابع من حزيران الماضي، خطفت قوة إسرائيلية الصياد علي فنيش من على زورقه بينما كان في المياه اللبنانية قبالة الناقورة. بحسب شهادة الصياد الذي كان برفقته، فإن زورقاً معادياً تقدم باتجاه زورق فنيش واقتاده بمفرده، تاركاً زميله الذي استنجد بالجيش اللبناني لإعادته مع زورقه إلى الشاطئ. وفي خطوة غير مسبوقة، تلقت عائلة فنيش اتصالاً وحيداً منه، بعد نحو أسبوع على اختطافه. وبحسب معلومات «الأخبار»، فقد طمأنهم بأنه بخير من دون أن يحدد مكان اعتقاله. وأبلغهم بأن «عديله (زوج شقيقة زوجته) يوسف عبدالله موجود معه، إضافة إلى ماهر حمدان». علماً بأن عبدالله هو أحد أسرى المقاومة الستة الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في عيتا الشعب خلال التوغل البري بين تشرين الأول والثاني الماضي، ولم تكن عائلته تعلم عنه شيئاً.
فنيش ليس أول أسير بين صيادي الناقورة. منذ وقف إطلاق النار، احتجزت قوات الاحتلال عدداً منهم قبل أن تطلق سراحهم بعد مدة وجيزة، باستثناء محمد جهير الذي اختطف في الثاني من شباط الماضي بالطريقة نفسها. وحتى 11 آذار الماضي، لم تكن الناقورة تعلم شيئاً عن مصير ابنها، إلى أن تحررت أول دفعة من الأسرى اللبنانيين. وفي اتصال مع «الأخبار»، كرر الأسير المحرر السيد أحمد شكر بأنه التقى في سجن عوفر بكل من فؤاد قطايا وعلي يونس وحسن حمود ومرتضى مهنا ووضاح يونس ومحمد عبد الكريم جواد وإبراهيم الخليل وحسن جواد وعماد أمهز، إضافة إلى محمد نجم وحسين فارس اللذين أُطلق سراحهما معه، فضلاً عن أربعة سوريين تتهمهم إسرائيل بالعمل لصالح المقاومة في لبنان وفلسطين. حسين شريف أسر من ضمن مجموعة عيتا الشعب، ولكنه لم يحتجز معهم في عوفر. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الأسير المحرر إيهاب سرحان (أطلق سراحه في 19 تشرين الأول 2024)، أكد لعائلة شريف (35 عاماً من اليمونة) بأنه التقى به في مركز اعتقال قريب من الحدود الجنوبية. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت سرحان لدى توغلها في بلدته كفركلا التي رفض مغادرتها. كذلك التقى الأسير المحرر حسين قطيش في سجن الرملة الأسير علي ترحيني (19 عاماً من جبشيت) الذي اعتقل في 28 كانون الثاني الماضي خلال محاولة الأهالي تحرير العديسة. وبعد تحرير قطيش في 11 آذار الماضي، فقدت رانيا أخضر مصدر المعلومات عن ابنها الذي اعتقلته قوات الاحتلال وهو مصاب بطلقات نارية في ظهره وبطنه وقدميه تسببت له في شلل بحسب ما روى قطيش.
المصير الأكثر غموضاً هو لحسين كركي (من خربة سلم) الذي اعتقل وهو مصاب بالرصاص في أنحاء جسده خلال مشاركته في تحرير بلدة والدته، مركبا، في 26 كانون الثاني الماضي. والدته تمارا شحيمي استشهدت إلى جانبه، فيما اقتيد إلى جهة مجهولة. بعض الأسرى الذين أُفرج عنهم بعد اعتقال قصير قالوا إنهم شاهدوه في مركز العباد في أطراف حولا. فيما آخرون رجّحوا استشهاده. ولم يفد أحد من الأسرى المحررين بأنه التقاه في سجون فلسطين المحتلة، حتى قطيش الذي تنقّل بين مستشفى صفد وسجن الرملة اللذين ينقل إليهما الأسرى المصابون.
* لائحة الأسرى المدنيين
1- علي يونس من مدينة الهرمل - اعتُقل في وادي الحجير في 19 كانون الأول 2024
2- فؤاد قطايا من القصر - اعتُقل في وادي الحجير في 19 كانون الأول 2024 (قطايا ويونس يعملان في تركيب الألومينيوم وكانا في طريقهما إلى ورشة في شقرا)
3- حسين كركي من خربة سلم - اعتُقل في مركبا في 26 كانون الثاني 2025
4- حسن حمود من الطيبة – اعتُقل في الطيبة في 27 كانون الثاني 2025
5- علي ترحيني من جبشيت - اعتُقل في العديسة في 28 كانون الثاني 2025
6- محمد جهير من الناقورة - اعتُقل في بحر الناقورة في 2 شباط 2025
7-مرتضى مهنا من مارون الرأس - اعتُقل في مارون الرأس في 16 شباط 2025
8-علي فنيش من معروب اعتقل في بحر الناقورة في 4 حزيران 2025
9-ماهر حمدان من شبعا - اعتقل في بلدته شبعا في 7 حزيران 2025
10-عماد أمهز من مدينة الهرمل – اعتُقل في البترون في 1 تشرين الثاني 2024
* لائحة أسرى حزب الله
1- حسن عقيل جواد من عيتا الشعب - اعتُقل في عيتا الشعب في 2024
2- محمد عبد الكريم جواد من عيتا الشعب - اعتُقل في عيتا الشعب في 2024
3- إبراهيم منيف الخليل من عيتا الشعب - اعتُقل في عيتا الشعب في 2024
4- يوسف عبدالله من البابلية - اعتُقل في عيتا الشعب في 2024
5- حسين شريف من اليمونة - اعتُقل في عيتا الشعب في 2024
6- وضاح يونس من حولا - اعتُقل في بليدا في 2024
* أسرى سوريون بتهمة دعم المقاومة في فلسطين
1- علي خالد حمادة من القنيطرة - اعتقل في الجولان المحتل
2- نائل مشعل من القنيطرة - اعتقل في الجولان المحتل
3- محمد الأحمد أبو صديف من القنيطرة - اعتقل في الجولان المحتل
4- خليل العارف العلي من درعا - اعتقل في الجولان المحتل