اوراق خاصة

رغم الجراج غزة تنتصر وتفشل اهداف العدوان

post-img

حسين كوراني/ موقع أوراق

دخل اتفاق وقف إطلاق النار، في قطاع غزّة، حيز التنفيذ الساعة عند الساعة 12 من ظهر اليوم الجمعة (10 تشرين الأول 2025)، بتوقيت القدس المحتلة، حسبما أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، والذي سمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزّة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين.

في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، أن جميع عمليات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة يجب أن تتم "بسلامة وكرامة". 

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزّة، اليوم أن أجهزتها ستبدأ الانتشار في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال من محافظات قطاع غزّة كافة، والعمل الحثيث على استعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها على مدار عامين. ومن جهته، حثّ المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أبناء  الشعب الفلسطيني على التعاون والانضباط لإنجاح مرحلة التعافي بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ووقف حرب الإبادة. 

بنود الاتفاق

ينص الاتفاق على تسليم 20 محتجزًا إسرائيليًا أحياء دفعة واحدة ضمن المرحلة الأولى من التنفيذ، على أن تُستكمل عملية تبادل المحتجزين والجثامين تدريجيًا بالتوازي مع مراحل الانسحاب "الإسرائيلي" من القطاع. وأما تسليم المحتجزين الأحياء سيتم بعد 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار، بينما سيجري تسليم الجثامين بعد انسحاب قوات الاحتلال من الأحياء السكنية ومراكز المدن.

في المقابل، ستطلق "إسرائيل" سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني، هم 250 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة و1700 اعتُقلوا منذ بدء الحرب قبل عامين، وبإدخال 400 شاحنة مساعدات في الحد الأدنى يوميًا إلى قطاع غزّة، "خلال الأيام الخمسة الأولى، على أن تُزاد في الأيام المقبلة.

غزّة انتصرت

بعيدًا عن التحليلات الإيجابية والسلبية حيال إنهاء الحرب على غزّة، يمكننا القول إن غزّة انتصرت على الرغم من الكلفة الالية جدًا، وهذا الانتصار التاريخي ترجم بعدم قدرة العدوّ الصهيوني على تحقيق أهدافه المعلنة، نتيجة الصمود الأسطوري لأهل قطاع غزّة الذي أفشل العدوّ في تهجيرهم إلى خارج القطاع، والذي هو بيت القصيد في هذا الانتصار الذي حققته غزّة بدماء أبنائها، وبصمود من تمسكوا بأرضهم وواجهوا كلّ آلات الإبادة والتجويع.

على الرغم من أن مصير حماس وسلاحها وقدراتها والمقاومة وفصائلها ما يزال غير واضح في هذا الاتفاق. لكن حماس، وبصرف النظر عن الاتفاق استطاعت أن تحقق ما طرحته منذ بداية الحرب، لجهة أن الأسرى الصهاينة الأحياء منهم والأموات لن يستطيع الكيان الوصول إليهم إلا بصفقة تبادل، وهذا ما جرى فعلاً. وبالتالي؛ فإن إطلاق سراح نحو ألفيّ فلسطيني، من بينهم أسماء قيادية ذات أحكام مؤبدة، هو إنجاز تاريخي يُسجل لحماس ولفصائل المقاومة.

كذلك صحيح أن غزّة انتصرت، ولم تستطع "إسرائيل" تحقيق أهدافها واستطاعت المقاومة أن تثبت مصداقيتها، لكن هذه المقاومة، قبل أي شيء، يفترض أن تبقي الأصبع على الزناد لمواجهة الغدر الصهيوني المحتمل في أي لحظة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد