دموع الأسمر (صحيفة الديار)
قفز معرض رشيد الكرامي الدولي ليتصدر واجهة المشهد الطرابلسي والشمالي، على الاصعدة الثقافية والاقتصادية والفنية، منذ تعيين مجلس جديد له، وشكل نقلة نوعية غير مسبوقة توحي بمؤشرات الى دور فاعل للمعرض بما هو رمز وطني لا يقتصر على طرابلس والشمال، انما على مستوى لبنان كله، ولطالما انتظره الجميع منذ سنوات طويلة ليشهدوا خطوات رسمية تنقذ هذا المعلم الهندسي والمعماري الفريد من نوعه من التآكل.
في فترة زمنية قصيرة، لا تتجاوز الشهرين بلغ عدد زوار المعرض عشرة آلاف زائر خلال أربعين يوما حسب ما اعلنه مديره الدكتور هاني الشعراني، موضحا انه " تخلل هذه الفترة، تسعة عشر فعالية، وارتفع دخله بنحو ثلاثة مئة بالمئة مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقت تعيين مجلس الإدارة الجديد".
ويضيف الشعراني، ان عمل مجلس الادارة انطلق باعمال الرقمنة، واجريت صيانة لمبنى الإدارة، مع الحصول على الموافقة لصيانة وتدعيم أحد المباني المتصدعة بدعم كامل من وزارة الثقافة ومنظمة اليونيسكو".
ويؤكد الشعراني ان" كل هذا لم يكن ليتم لولا دعم المجتمع اللبناني بشكل عام والطرابلسي بشكل خاص اضافة الى الدعم المطلق من الرئيس نواف سلام، ووزيري الاقتصاد والثقافة، ونواب المدينة، وفعاليات الشمال.
ما يشهده المعرض حاليا من فعاليات ثقافية وفنية ورياضية لا يحتاج للتحضير اكثر من اسبوع او اسبوعين، غير ان المشاريع المستقبلية كثيرة يقول الشعراني، حيث سيشهد قريبا سلسلة معارض كمعرض التكنولوجيا والصناعات الذكية، ومعرض الاعراس، ومعرض متخصص بالجامعات والطلاب".
وليكون المعرض، معرضا دوليا دائما، يحتاج الى جهود كبيرة تأخذ حيزا من الوقت بدءا من التواصل مع شركات ومؤسسات محلية وعربية ودولية، حسب ما يراه الشعراني، وتستدعي زمنا من التحضيرات بدءا من التواصل الى المؤسسات ومناقشة الشروط والحيثيات، وراهنا ليست لدينا هذه الامكانيات، حيث نقوم حاليا بتنظيم معارض ذات دلالات منتجة تحيي الحركة الاقتصادية والثقافية في طرابلس والشمال.
عودة الروح الى المعرض قامت، وفق رؤية الشعراني على مبدأ" تحويله إلى منصة وطنية رائدة للتنمية المتكاملة، وهذه الرؤية ترتكز على ثلاثة محاور أساسية تتفاعل فيما بينها لتترك تأثيرا اولا في تفعيل دوره الاقتصادي عبر استقطاب المعارض، والمؤتمرات، والمشاريع الاستثمارية التي تخلق فرص عمل وتدعم القطاع الخاص وثانيا تعزيز البعد الثقافي والإبداعي ليكون المعرض مركزًا للفنون، والموسيقى، والابتكار، والتعليم، مما يرسخ دوره كحاضنة للمواهب والطاقات الشابة وثالثا، إعادة إبراز الدور الحقيقي لطرابلس كمدينة منفتحة على العالم، ووجهة سياحية وثقافية تمتلك مقومات التفرد من حيث التراث، والمحركٍ للتنمية والانفتاح".
الخطوات الاولى لادارة المعرض تركت انطباعا في الاوساط الطرابلسية بانه بث نبض الحياة في المدينة، بانتظار استكمال ما يحتاجه من مستلزمات لوجستية وترميم اضافة الى انارته ليضيء ليل طرابلس بعد سنوات العتمة التي سادت سابقا في المدينة.