محمد خالد ملص (صحيفة الأخبار)
يتحضّر محامو الشمال غداً الأحد، لانتخاب نقيب جديد (يقضي العُرف بأن يكون مسيحياً)، وعضو في مجلس النقابة (يقضي العُرف بأن يكون مسلماً)، على وقع انتخابات نقابة المحامين في بيروت، الأسبوع المقبل. ويتنافس على منصب النقيب المرشحان: مروان ضاهر، المدعوم من النائب فيصل كرامي وتيار المستقبل وتيار المردة والمتحالف مع المرشح للعضوية نبهان حداد. أمّا المنافس الثاني، فهو شوقي ساسين، الذي يُعدُّ مستقلّاً والمدعوم من النقباء السابقين.
وكان من المفترض أن يخوض معركة النقيب ثلاثة مرشحين، إلّا أنّ المرشح إيلي ضاهر، انسحب أول أمس، بعدما كان مدعوماً من القوات اللبنانية والجماعة الإسلامية ومتحالفاً مع المرشح للعضوية زاهر مطرجي، المحسوب على «اتحاد الحقوقيين المسلمين». أمّا التيار الوطني الحر، فلم يحسم بعد موقفه من المرشحين.
ولم يُعرف بعد لمن ستجيِّر القوات والجماعة أصواتهما، بعد انسحاب مرشحهما، وإن كان البعض يرجّح أن تصبّ لصالح ساسين. وفي هذا الإطار، تشير مصادر متابعة إلى أنّ خطوة الانسحاب جاءت تحت ضغط عدد من المحامين المستقلّين، لمنع تشتّت الأصوات بين ساسين وإيلي ضاهر، خصوصاً أنهم كانوا يعتبرون أنّ حظوظ الأخير ضئيلة. ورغم هذا الضغط، إلا أنّ بيان الانسحاب الذي أصدره ضاهر، لم يحمل أي إشارة إلى تجيير الأصوات لصالح ساسين، بل اقتصر على إعلانه أنه «سينضمّ إلى القاعدة العامة كناخب وليس كمرشح».
وإذا كانت هذه المعركة تُبرز افتراق «المستقبل» عن القوات، مقابل تحالف القوات مع الجماعة، فإنّ بعض المتابعين لا يزالون يتحدّثون عن إمكانية حصول عملية تبادل أصوات بين «التيار الأزرق» ومعراب، في نقابتَي بيروت والشمال وفقاً لعادتهما، على أن يدعم «المستقبليون» المرشح على مركز نقيب بيروت عماد مارتينوس، مقابل دعم القوات لمروان ضاهر. وفي حين يبدو هذا السيناريو بعيداً نسبياً عن الواقع، فإنّ مجرد الحديث عنه يُشكِّل استفزازاً لعدد كبير من المحامين الذين يُفضِّلون أن تجري الانتخابات على أساس المناقبية والمهنية، بدلاً من الالتفافات السياسية.
في المقابل، ينفي مروان ضاهر، أن يكون هناك عملية تبادل أصوات واتفاقيات تحصل بين الطرفين من تحت الطاولة، سائلاً: «لماذا نفعل ذلك، هل نحن نسرق؟». وشدّد في حديثه لـ«الأخبار»، على أنه «ليس المهم هوّية الفائز، بل الأهم هو الوصول إلى نقابة تشبهنا وتحفظ كرامة المحامي»، لافتاً إلى أنّ «المحامين سيختارون الأنسب ولكل فريق سياسي الحرّية في الدعم وتبنّي الترشيحات».
«لسنا سلعة»
أمّا ساسين، فيعتبر أنه «يمتلك حضوراً نقابياً واسعاً»، وينطلق من «قاعدة كبيرة من المحامين المستقلّين الذين ينتمون إلى حزب المحامين، قبل الأحزاب السياسية». وقال لـ«الأخبار»، إنّ «التحالفات الحزبية متصدّعة أمام التكاتف، والحال النقابية التي أعادت جمع شمل المحامين من مختلف الأطياف السياسية». وعن الحديث عن تبادل أصوات بين نقابتَي بيروت وطرابلس، أكّد ساسين، «أننا لسنا سلعة تُباع وتشترى، والرّد سيكون غداً في صناديق الاقتراع».
أمّا المرشح للعضوية زاهر مطرجي، الذي يحظى بتقدّم واضح على منافسه حداد، كونه مدعوم من قوى عديدة، ومن بينها الجماعة والنائب أشرف ريفي والوزير السابق سمير الجسر... فأجاب في اتصال مع «الأخبار»، ردّاً على سؤال عن التحالف بين القوات و«اتحاد الحقوقيين الإسلاميين»، بأنّ «النقابة جمعت أفرقاء لا يمكن لهم أن يجتمعوا خارج أسوار النقابة».
يُذكر أنّ الانتخابات سبقها في أثناء الدورة الأولى منها قبل أيام، تلاسن بين المرشحين مروان ضاهر وشوقي ساسين، ما أثار استياء عدد كبير من المحامين، الذين دعوا إلى «ضرورة إبقاء المعركة في الإطار التنافسي». ويبلغ عدد المحامين الذين يحقّ لهم الانتخاب نحو 1560، ممّن سدّدوا اشتراكاتهم من أصل 1900 منتسب. ومن المتوقّع أن تتعدّى نسبة التصويت 80%.