اوراق مختارة

السرطان في لبنان .. أرقامُ صادمة وحقائقٌ مُؤلِمة

post-img

محمد باقر ياسين/ خاص موقع "أوراق"

يشهد لبنان زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالسرطان؛ وذلك وفقًا لبيانات رسمية ودراسات محلية. ويرتبط هذا الارتفاع بمجموعة من العوامل البيئية والصحية والغذائية. 

التقرير الحالي يقدم لمحة عن أعداد المصابين وأسباب ارتفاع المرض وتدابير وزارة الصحة لمواجهة الأزمة.

أرقام الإصابة بالسرطان

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد المصابين بالسرطان سنويًا يصل إلى نحو 14,000 مريض، 8,000 منها تخص النساء و6,000 من الرجال.

يأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى، مع نحو 3,000 مريض، يليه سرطان البروستات بنحو 1,000 مريض، ثم سرطان الرئة.

هذه الأرقام تجعل لبنان في صدارة الدول العربية؛ في معدلات الإصابة. وأظهرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية، سابقًا، أن لبنان يحتل المرتبة الأولى عالميًا في معدلات الإصابة بالسرطان، مع زيادة معدل الوفيات بنسبة 80% خلال 33 سنة الماضية، من 65.2 وفاة لكل 100 ألف نسمة في العام 1990، إلى 117.3 في العام 2023.

أسباب ارتفاع معدلات الإصابة

تشير الدراسات إلى أن ارتفاع معدلات السرطان مرتبط بعدة عوامل بيئية وصحية واقتصادية، أبرزها:

1- التلوث الناتج عن حرق النفايات في الهواء الطلق.

2- المقالع والكسارات.

3- انبعاثات المعامل والسيارات.

4- تلوث المياه والتربة نتيجة تسرب المواد الصناعية السامة، خاصة على الساحل اللبناني.

5- أزمة الغذاء غير الآمن، مع انتشار المبيدات والأسمدة الكيميائية من دون رقابة كافية.

6- الإرث البيئي لانفجار مرفأ بيروت، الذي أطلق كميات كبيرة من المواد المسرطنة.

7- العدوان الإسرائيلي المتواصل، والذي يلقي بآثاره على البيئة من تلوث هواء وتربة وانسكابات نفطية. 

كما الدراسات تشير إلى ارتفاع بعض السرطانات؛ مثل القولون والرئة بعد العام 2006، مع احتمال زيادة لاحقة بعد عدوان 2023–2024 بسبب مدة الكمون (عدم ظهور المرض) الطويلة لمعظم السرطانات.

تلوث الهواء وتأثيره في الصحة

أظهرت دراسة للجامعة الأمريكية في بيروت أن تلوث الهواء الناتج عن المولدات الكهربائية تضاعف من 23% إلى نحو 46–50%، بين عامي 2017 و2023. هذه البيانات تثير تساؤلات عن قدرة الحكومة على الحد من العوامل البيئية التي تسهم في ارتفاع معدلات السرطان.

إجراءات وزارة الصحة لمواجهة الأزمة

اتخذت وزارة الصحة خطوات عملية لمواجهة الأزمة:

1- زيادة التغطية الصحية لمرضى السرطان من 121 دواءً إلى 189 دواءً، أي بنسبة 56% زيادة.

2- رفع عدد اجتماعات لجنة إعطاء التصاريح من مرة واحدة إلى 6 مرات شهريًا؛ وذلك لدعم الصناعة الوطنية والأدوية المستوردة.

3- تفعيل المختبر المركزي بالشراكة مع الجامعة اللبنانية.

4- زيادة الميزانية الشهرية لأدوية السرطان من 2 مليون دولار إلى 10 ملايين دولار.

5- نسبة رفض الطلبات المقدمة للإفادة من التغطية الصحية لا تتجاوز 6%.

6- إطلاق مبادرة التشخيص المبكر لسرطان الثدي، متاحة في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة المتعاقدة مع الوزارة، حتى نهاية العام، على نفقة وزارة الصحة.

هذا؛ ويواجه لبنان تحديًا صحيًا كبيرًا مع ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان نتيجة تراكم عوامل بيئية وغذائية وصحية. جهود وزارة الصحة في التغطية الدوائية والتشخيص المبكر وتحسين الرعاية الطبية تشكّل خطوات مهمة للحد من تأثير المرض بين المواطنين. 

أما تعزيز الرصد البيئي وتطوير سياسات الوقاية ومتابعة الإحصاءات الوطنية للسرطان؛ تبقى عناصر أساسية لضمان استجابة فعّالة ومستدامة للأزمة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد