اوراق مختارة

الكنيسة تجمعُ تبرّعات لـ«تغطية تكاليف» زيارة البابا!

post-img

رضا صوايا (صحيفة الأخبار)

في وقت تسير فيه التحضيرات لزيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان بوتيرة متسارعة، كان لافتاً صدور بيان عن الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، منتصف الشهر الماضي، يناشد فيه الراغبين التبرّع مالياً لـ«المساهمة في تغطية التكاليف المرتبطة بالزيارة، وضمان الترحيب بقداسته بطريقة تليق بمكانته». لم ينتشر البيان إعلامياً وشعبياً على نطاق واسع، لكنه أثار العديد من التساؤلات حول طلب الكنيسة تبرّعات في وقت يُعوَّل فيه على دعمها للمجتمع، في مختلف المجالات.

الهيئة اختارت، روجيه زكار، المدير العام لشركة «Commercial Insurance»، لترؤّس اللجنة المالية، التي أوكلت إليها «مهمّة تأمين المبلغ المطلوب»، مرفقةً البيان بأرقام الحسابات المصرفيّة التابعة للمجلس، كي يتبرّع الراغبون عبرها.

ولدى الاستفسار عن الأمر، لم ينكر زكار «أننا سمعنا العديد من التساؤلات والانتقادات حول طلب الكنيسة تبرّعات وهبات»، مؤكّداً أنّ «الاتّكال الأكبر سيكون على ما ستؤمّنه الكنيسة من موارد ونفقات، من دون التقليل طبعاً من مساهمة الدولة». وأوضح أنّ المبلغ النهائي لم يحدّد بعد بشكل قاطع، رغم أنّ البيان يشير إلى وجوب تأمين «المبلغ المطلوب». لكنّ زكار، استند إلى زيارة البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان، في العام 2012 للقياس، والتي كلّفت، وفقاً له، «حوالى 5 ملايين دولار، تكفّلت الدولة بمعظمها». متوقّعاً أن «تكون الكلفة مشابهة هذه المرة تقريباً».

وكشف زكار، أنّ اللجنة «قطعت نصف الطريق لناحية تأمين المبلغ المطلوب»، مشدّداً على «الشفافية وأنّ كل مَن يتبرّع يحصل على وصل ووثيقة شكر تثبت مساهمته». ولفت إلى أنّ اللجنة ستصدر لاحقاً «جدولاً مفصّلاً يبيّن كافة التبرّعات وكيفية إنفاقها، إلّا في حال وجود أشخاص يفضّلون عدم ذكر أسمائهم». وأكّد أنّ «التبرّع لا يمنح صاحبه أي معاملة تفضيلية أو امتياز في أثناء زيارة البابا، وكل تبرّع مهما كان بسيطاً مشكور ومرحّب به».

يذكر أنّ النفقات ستتوزّع على مصاريف مختلفة، أبرزها النقل، إذ سيشارك عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف اللبنانيين، من مختلف المناطق، في استقبال البابا في مختلف المحطات، من القداس الإلهي في وسط بيروت إلى لقاء الشبيبة في بكركي، وزيارة دير ما مارون في عنايا. «ونعمل بالتالي على تأمين مئات الباصات على كامل الخريطة اللبنانية لتسهيل وصولهم وعودتهم.

كما نعمل على توفير قبّعات للحاضرين، وكافة المستلزمات من مياه وطعام»، إضافة إلى «تكاليف طباعة الملصقات والأعلام واليافطات والأناجيل والإضاءة والصوت وتأمين كافة الاحتياطات اللازمة في حال هطول الأمطار من معدّات مقاومة للمياه». وحول اختيار الشركات والمعايير التي اعتمدت في هذا الإطار، يجيب زكار، بأنّ «اختيار الشركات تمّ بناءً على عروضات، وانتقينا أصحاب العرض الأفضل، علماً أنّ الكثير من الشركات قدّمت حسومات وحتى تبرّعات سخيّة».

الحجوزات لا تزال خجولة

يتوقّع أن يشارك محطة البابا لاوون في 1 كانون الأول المقبل، في دير القديس مارون في عنايا، حيث سيزور وسيصلي عند ضريح القديس شربل، حشوداً غفيرة. لكنّ اللافت أنّ حركة الحجوزات في الفنادق وبيوت الضيافة في المنطقة لا تزال خجولة. وأعاد أصحاب المؤسّسات ذلك إلى «قصر مدّة الزيارة وتوقيتها في الصباح الباكر، وبالتالي عدم حاجة أغلب الناس للبقاء حتى وقت الغداء».

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد