أوراق إعلامية

روسيا تصنّف "دويتشه فيله" منظمة غير مرغوب بها

post-img

أدرجت روسيا شبكة البث الألمانية "دويتشه فيله" على قائمة "المنظمات غير المرغوب بها"، وفق سجل صادر عن وزارة العدل الروسية اليوم الثلاثاء، في خضم التوترات بين موسكو وبرلين بشأن أوكرانيا، واتهامات بتدخل روسيا في الشؤون الألمانية.

تقدّم "دويتشه فيله" خدمة باللغة الروسية، لكنها أغلقت مكتبها في موسكو عام 2022. وأدرجت ضمن قائمة وزارة العدل الروسية للمنظمات "غير المرغوب فيها"، لتلتحق بعدد من المؤسسات الإعلامية وغير الحكومية الأخرى المدرجة على القائمة نفسها، بما في ذلك "راديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي"، وموقع بيلينغكات الاستقصائي، ومنظمة مراسلون بلا حدود، وقناة رين (TV Rain).

بموجب القانون الروسي الحالي، يُعد التعاون مع المؤسّسات المدرجة على هذه القائمة جريمة يُعاقب عليها بغرامات باهظة أو حتى بالسجن، كما أن مشاركة محتوى هذه المنظمات، بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، غير قانونية.

من جهة ثانية، قالت المديرة العامة لـ"دويتشه فيله"، باربرا ماسينغ، إن الإجراء الذي قامت به السلطات الروسية دليل آخر على رغبة الكرملين في قمع حرية الرأي في البلاد، وأضافت في بيان: "قد تصنفنا روسيا منظمةً غير مرغوب فيها، لكن ذلك لن يثنينا. هذه المحاولة الأخيرة لإسكات الإعلام الحر تُظهر تجاهل النظام الروسي الواضح لحرية الصحافة وتكشف خوفه من مواطنيه الذين يسعون للحصول على المعلومات ويفكرون نقدياً ويتطلعون إلى التعلم. ستستمر دويتشه فيله في تقديم محتوى صحافي يمكّن الأشخاص من تكوين آرائهم الخاصة".

يذكر أن السلطات الروسية صنفت "دويتشه فيله" بوصفها "عميلاً أجنبياً" منذ مارس/آذار 2022. قبل ذلك، فُرض عليها حظر بث، وأجبرت على نقل الاستديو الخاص بها في موسكو، وحُجب موقعها الإلكتروني بلغاته كافة في روسيا. وفقاً لـ"دويتشه فيله"، فإن خدمتها باللغة الروسية استقطبت نحو 10 ملايين مستخدم أسبوعياً خلال العالم الحالي.

منذ مارس 2024، أصبحت برامج "دويتشه فيله" الروسية جزءاً من حزمة TV-Swoboda (الحرية) التي تقدمها منظمة مراسلون بلا حدود، والتي تضم نحو 20 قناة تلفزيونية وإذاعية مستقلة باللغة الروسية، تبث عبر أقمار Eutelsat-Hotbird.

تحتل روسيا موقعاً منخفضاً جداً في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025 الذي تعده "مراسلون بلا حدود"، فهي في المرتبة 171 من أصل 180 دولة مسجلة في التصنيف، مع مستوى متدنٍ في المؤشرات السياسية والقانونية والاجتماعية التي تعكس القيود المفروضة على الإعلام والنشاط الصحافي. وتُظهر بيانات "مراسلون بلا حدود" أن الرقابة والملاحقات والقيود القانونية في روسيا أدّت إلى تراجع حاد في ممارسة الصحافة الحرة، مع قمع واضح للمنظمات الإعلامية المستقلة واعتقالات مستمرة للصحافيين.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد