وصف الممثل الأمريكي ريتشارد غير، الإثنين، ما يجري في قطاع غزة بأنه “أمر مفجع”، وطالب بـ”وقف العنف وضمان استمرار وقف إطلاق النار” في القطاع.
قال غير في فيديو نشرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” على حسابها بمنصة شركة “إكس” الأمريكية: “ما يحدث في غزة مفجع، أحياء بأكملها تحوّلت إلى أنقاض، وعائلات تشتتت وأطفال يكبرون محاطين بالخوف والعنف بدلا من الحب والأمل”. شدد على أن الأطفال والنساء في غزة “يدفعون ثمنا لا يُحتمل وغير عادل”.
أكد الممثل الأمريكي أنه “حتى في ظل في صعوبة دخول المساعدات الإنسانية، بقيت الأونروا هناك في غزة تعلّم وتداوي وتساعد الناس على البقاء”. تابع: “يوما بعد يوم وعلى مدى عقود، وقفت الأونروا بثبات وقدّمت التعليم للأطفال والرعاية الصحية للعائلات، ومنحت شعورا بالأمل عندما كان كل شيء آخر قد ضاع”.
أوضح أن الأونروا “تواصل العمل يوميا، كي يبقى الناس على قيد الحياة، ولكي لا ينطفئ الأمل”. أكد أنه لا توجد أي منظمة أخرى يمكنها أن تحلّ محلّ الأونروا “لا في المدارس التي تبقيها قائمة، ولا العيادات التي تحافظ على عملها، أو الثقة التي بنتها مع المجتمع الذي تخدمه”.
تتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا تحت وطأة تداعيات حرب إبادة جماعية شنّتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة طوال عامين، وحتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
حذّر الممثل الأمريكي من “قوى عاتية تحاول إيقاف كل هذه الأعمال الخيرة”، معتبرا أن دعم الأونروا والدفاع عنها “هو دفاع عن إنسانيتنا المشتركة، وتأكيد على أن حقوق الإنسان يجب أن تحترم لكل شخص”.
في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أقرّ الكنيست الإسرائيلي “بشكل نهائي” حظر نشاط الأونروا في إسرائيل، بزعم مشاركة بعض موظفيها في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
تدّعي إسرائيل أن موظفين في الأونروا شاركوا في عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس ضد مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية محاذية لقطاع غزة، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد.
في السياق، دعا الممثل الأمريكي “إلى وقف العنف فورا، وضمان استمرار وقف إطلاق النار، ومواصلة دعم الأونروا حتى لا يبقى الأمل في غزة مجرد حلم، بل مستقبلا للكرامة والإنسانية”.
ريتشارد غير واحد من فنانين عالميين دعوا منذ بدء الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على القطاع، كما يدعو مرارا إلى إقامة دولة فلسطينية تحت “حلّ الدولتين”.
بدورها، قالت وكالة الأونروا على منصة “إكس” إن “انضمام ريتشارد غير إلى الأونروا يذكّرنا بأن الإنسانية ما زالت باقية”. أكدت أن دعمها يعني “حماية الأرواح والكرامة وحقوق الإنسان، ويعني التعليم والرعاية والحفاظ على حياة ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على مساعدتنا”. وأضافت: “ادعموا غزة، ساندوا الأونروا، وانحازوا للإنسانية”.
أشارت إلى أنها تعمل “كل يوم داخل غزة وفي أنحاء المنطقة، لتقديم الدعم لملايين الناس من خلال التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الأساسية”. شددت على أن غزة “مأساة تتجاوز كل حدود الإنسانية، ولا شيء يبرّر أن يدفع سكان غزة هذا الثمن الباهظ وغير العادل وسط هذا الدمار”.
في 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا يطالب إسرائيل بالسماح الكامل بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتوقف عن عرقلة عمليات المنظمات الأممية، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
خلال عامي الإبادة في غزة، قتلت إسرائيل نحو 71 ألف شهيد فلسطيني، وأصابت ما يزيد عن 171 ألفا، وخلّفت دمارا هائلا طال 90 في المئة من البنى التحتية المدنية بتكلفة إعمار قدّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
رغم انتهاء حرب الإبادة، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.