في هذا السياق، يعقد مهرجان القاهرة السينمائي، والذي يُعد أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي، دورًا محوريًا في دعم القضايا الإنسانية. فقد اجتمع رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي مع الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي والفنان مصطفى شعبان مستشار رئيس الاتحاد للشؤون الفنية، في مقر المهرجان. هذا اللقاء لم يكن مجرد اجتماع عابر، بل كان منصة لتبادل الأفكار والرؤى في كيفية دعم السينما التي تتناول معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأحداث الجارية.
أسفر هذا اللقاء عن الاتفاق على تقديم جوائز مالية قدرها ربع مليون جنيه في الدورة المقبلة لأفضل فيلم سينمائي يناقش الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها المواطن الفلسطيني. وقد حددت ثلاث جوائز تشمل مجالات الإنتاج والسيناريو والإخراج، ما يعكس التزام المهرجان بالاحتفاء بالأعمال الفنية التي تعبر عن هذه المعاناة وتعمل على نشر الوعي حولها.
رحب الفنان حسين فهمي بالتعاون المثمر والبناء مع اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدًا على اتفاق الرؤى مع الاتحاد في دعم الأفلام التي تعكس القضايا الإنسانية. بينما شدد الدكتور عمرو الليثي على أهمية دعم الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على القضية الفلسطينية، منوهًا إلى حرص الاتحاد منذ نشأته على دعم هذه الأعمال وتعزيزها. وعبّر الفنان مصطفى شعبان عن سعادته بهذا التعاون، مشيدًا بمكانة مهرجان القاهرة السينمائي كمنصة تعكس قضايا الإنسان وتستقطب الأعمال الفنية التي تتناولها.
جدير بالذكر أن اتحاد إذاعات دول منظمة التعاون الإسلامي قد قدم جوائز مالية لأهم الأعمال الدرامية التي تخدم القضية الفلسطينية، والتي عُرضت في العديد من المهرجانات العربية والدولية، ما يعزز من أهمية هذا التعاون في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
… وحضور قوي للسينما الفلسطينية في مهرجان الجونة
أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن اختيار مشروع الفيلم الفلسطيني «ابن الشوارع» للمخرج محمد المغني، ضمن قائمة الأفلام المشاركة في مرحلة ما بعد الإنتاج في النسخة السابعة من «سيني جونة» لدعم إنتاج الأفلام. يأتي ذلك تأكيدًا على الحضور القوي للسينما الفلسطينية في المحافل الدولية، وإبرازًا لقضايا إنسانية هامة تسعى السينما الفلسطينية للتعبير عنها.
هذا الفيلم، والذي يشارك في إنتاجه كل من فلسطين، بولندا، قطر، السعودية، ولبنان، من إنتاج رشيد عبد الحميد وجليب لوكيانتس، ويعكس حالة المجتمع الفلسطيني وتعقيداته من خلال سرد قصصي مشوق. ويعزز اختيار هذا العمل من التقدير المتزايد للأفلام الفلسطينية في المحافل الدولية، حيث تسعى منصة «سيني جونة» لدعم إنتاج الأفلام إلى تقديم الدعم اللازم لدفع تلك المشروعات الفنية للأمام.
تشمل قائمة الأفلام المختارة 21 مشروعًا مقسمة بين مراحل التطوير وما بعد الإنتاج. وفي ما يخص الأفلام الوثائقية الطويلة المشاركة في مرحلة ما بعد الإنتاج، تنوعت الأعمال بين دول مختلفة، منها الفيلم الفرنسي «الحياة بعد سهام» للمخرج نمير عبد المسيح، والفيلم البلجيكي «من يراقبون» للمخرجة كريمة سعيدي، بالإضافة إلى الفيلم الليبي -الأمريكي «والدي والقذافي» للمخرجة جيهان.
في مرحلة التطوير، اختيرت مجموعة واسعة من الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة التي تشمل قصصًا من 13 بلدًا عربيًا، بالشراكة مع تسع دول غربية. ومن الأفلام الروائية الطويلة المختارة نذكر «أرمسترونغ» للمخرج المصري أيمن الأمير، و«أسياد الجمال والسحر» للمخرج جاد شاهين. كما تشمل الأفلام الوثائقية المختارة فيلم «أسطورة محمود»، من قطر، وفيلم «حرامي البقرة» من مصر. بالإضافة إلى ذلك، تستمر فعاليات «سيني جونة» لدعم إنتاج الأفلام من 25 إلى 31 الشهر المقبل، بالتوازي مع فعاليات مهرجان الجونة السينمائي التي تنطلق في 24 الشهر المقبل.
كما تهدف منصة «سيني جونة» إلى دعم المخرجين والمنتجين العرب من خلال تقديم الجوائز المادية والخدمات المتنوعة لمساعدتهم في إكمال مشروعاتـــهم.
في تعليق له، أكد عمرو منسي، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للمهرجان، أن «سيني جونة» باتت من المنصات الرائدة التي تسعى لدعم وتطوير صناعة السينما العربية، مشيرًا إلى التفاعل الكبير الذي شهدته النسخة الحالية من حيث عدد المشروعات المتقدمة وتنوعها الجغرافي. وأشار أحمد شوقي، مدير منصة «سيني جونة»، إلى أن اختيار 21 مشروعًا من أصل 230 مشروعًا تقدمت للمشاركة كان تحديًا كبيرًا، حيث تحظى جميع تلك المشروعات بأهمية كبيرة وتستحق الدعم، مضيفًا أن الأفلام التي شاركت في النسخ الـــــسابقة من المنصة تم اختيارها للمشاركة في مهرجانات دولية كبرى مثل مهرجانات كان والبندقية وبرلين.