على مدى اليومين الماضيين، لاحقت طائرات العدوّ الإسرائيلي، بشكل واضح وممنهج، فرق ومراكز «الهيئة الصحية» وأجهزة الدفاع المدني في الجنوب، وحتى في قلب العاصمة بيروت. ولم يكتفِ العدو باستهداف أطقم الإسعاف المتنقّلة بين المناطق الواقعة تحت العدوان، لنقل الشهداء والجرحى، بل عمد إلى ضرب مراكزها بين الأحياء السكنية وقتل أطقمها، كما حصل باستهدافه أول من أمس مركز «الهيئة الصحية الإسلامية» في منطقة الباشورة في قلب العاصمة بيروت. ونعت «الهيئة» 7 من قادتها ومسعفيها الذين ارتقوا بالعدوان الصهيوني المباشر على مركزها في بيروت، في «عدوان يأتي استكمالاً لسياسة الاستهداف الممنهجة التي يمارسها العدوّ الإسرائيلي ضد الهيئات الصحية بشكل عام، وأطقم الهيئة الصحية الإسلامية بشكل خاص». ويوم أمس، أعلنت «الهيئة» استشهاد مسعفَين اثنين جراء غارة إسرائيلية استهدفت مركزاً تابعاً لها في بلدة شقرا في جنوب لبنان.وفي هذا الإطار، بلغت حصيلة شهداء أطقم الإسعاف المختلفة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان حتى اليوم 104 شهداء، و188 جريحاً، وتضرّر 45 مركزاً طبّياً و128 آلية. وبلغت حصّة «الهيئة الصحية الإسلامية» منها 70 شهيداً و98 جريحاً، و17 مركزاً طبّياً و62 آلية. يضاف إلى هذه الحصيلة، استشهاد عاملين صحيّين في اعتداءات إسرائيلية مختلفة، وهم ممرضان و11 عاملاً صحياً آخرين. وشهدت الأيام الثلاثة الماضية أكبر عدد من الشهداء العاملين في سيارات الإسعاف والإطفاء، إذ بلغ عددهم نحو 40 شهيداً. وبذلك، بلغت الحصيلة العامة لشهداء القطاع الصحي بمختلف أقسامه وفروعه، 104 شهداء، 225 جريحاً، 9 مستشفيات، 45 مركزاً طبياً، 128 سيارة إطفاء أو إسعاف.
ووضع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، استهداف العدوّ الإسرائيلي للأطقم الطبية والإسعافية والمراكز الصحية الاستشفائية «برسم المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية، وخصوصاً أن القوانين الدولية ومعاهدة جنيف تقدم حماية خاصة للأطقم الطبية ومراكزهم وسياراتهم في زمن الحروب»، واصفاً الاعتداءات التي ترتكب ضدّهم بأنها «جريمة حرب موصوفة»، ومعتبراً أن «ما يحدث خطير، والتبرير بوجود أسلحة في السيارات والمستشفيات حجّة واهية وكاذبة، تردّدت في غزة، ونسمعها الآن، ويمكن للإعلام التحقّق من ذلك».