السلام عليكم رِجالَ الله
من أي كوكبٍ أنتم؟
هل أنتم بشرٌ مثلُنا، أم من الملائكةِ الـمُسَوَّمين؟
سِيماكُم في وجوهِكُم من أثر السجود، وفي سيوفِكُم من أثر الاستقامة والبأس الشديد، وفي سواعِدِكُم من أثر التسديد. لا تَرتَجِفُ أيديكُم مِن هَولِ الرزايا، فلا تُخطِئُون الهدف، ولا تُضَيِّعون البوصلة. لا طيشَ ولا غفلَةَ ولا نوم ولا استهتار.
خُطاكُم وَئيدَة ثابِتَة رَشيقَة، تَظهَرون كالأشباح، وتلسَعون كالنَحل، وتَتَّخَلَّقون بِمَكارِمِ الأخلاق.
أيُّ عزيمة زَرَعَها فيكُم ذلِكَ القائد الهُمام، فأحسن الزرع حتى صِرتُم كالشموخ، أصلُكُم ثابتٌ وعِزُّكُم في السماء.
أعتى جيوش الأرض تنهار بفقد قادتها، إلّا أنتم؛ فكلٌّ منكم صار نصرالله، حتى بِتُّم قادَة في الولاء والأداء.
ضرباتُكم قاصمة، ورميُكُم مُسدَّد، فيا ويل عَدُوِّكُم مِن غَضَبِكُم. لقد رفعتم رؤوسنا، وبيضتم وجوهنا، وصنعتم مجدنا، وحميتم أرضنا وعرضنا.
أنتم منارات الأمة، وأَمَلُها بالنهوض.
ألستم أنتم من برزتم لرفع الضيم عن كل مسلمي الأرض، في كُلِّ زمانٍ ومكان؟
البوسنة تشهدُ لكم، وبغداد ودمشقُ وغيرهم في أقصى الأرض وأدناها.
ارتَجَّت بِخُطاكُم الساحاتُ وأنتم صامتون!!!
صَمتُكُم رُعب، وَصَوتُكُم رَعد، ونَظَراتُكُم وعد.
سجودُكُم آياتُ النصر، وقيامُكُم صلاةُ الليل، وعطاؤكم جزيل الفداء.
أي تواضعٍ في سلوككم؟
وأيُّ عِفَّةٍ في نفوسِكم وعقولِكُم وقلوبِكُم؟
وأيُّ رحمةٍ تحملون للبشر والحجر والمخلوقات؟
سلامٌ عليكم في سَهَركُم وتَعَبِكُم، أينما سطعتم وحيثما حللتم.
سلامٌ عليكم في الجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان وبيروت والضاحية وفي كُلِّ جهاتِ الكون، وفي كُلِّ بُقعَةِ أرضٍ قَبَّلَت نِعالَكُم وحَضَنَتكُم بعطفٍ وكبرياء.
لقد سطرّتم ملاحم البطولة حتى صرتم، كما كنتم، أسود الوغى وأبطال القتال، وكلّ ما عداكم أنصافُ أرقامٍ، وأصفارٌ بلا أوزان.
السلام عليكم رجالَ الله في الميدان. لقد بيضتم وجه كُلِّ شريف، حتى رأى الكونُ شموخَكُم في كلِّ زمانٍ ومكان.