أوراق إعلامية

الإعلام التونسي المرئي غائب عن تغطية تطورات لبنان وغزة

post-img

انتقد متابعون لشأن الإعلام التونسي محطات التلفزيون المحلية، وعلى رأسها التلفزيون الرسمي، بسبب عدم تغطيتها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ولبنان، والتركيز بدلًا من ذلك على الأحداث المحلية المتعلقة بالحملة الانتخابية قبيل انتخابات الرئاسة الأحد المقبل.

رأى متابعون للشأن الإعلامي أن التلفزيونات التونسية، وخصوصًا التلفزيون الرسمي، كونه مؤسسة إعلامية تموَّل من أموال دافعي الضرائب التونسيين، كان يُفترض أن تولي أهمية أكبر لتغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان، من خلال برامج تحليلية وتفسيرية، وعدم الاكتفاء بذكر ما يجري كخبر في النشرة الرئيسية للأنباء. وأكد المدير التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، الفاهم بوكدوس، في منشور عبر حسابه على "فيسبوك"، أنّ "الأحداث المتلاحقة في لبنان، من اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والقصف المتواصل للكيان الصهيوني، وتداعيات كل ذلك لبنانيًا وعربيًا ودوليًا، تحضر في كل محطات التلفزيون في العالم". أكمل: "كل القنوات العربية تطرح تحاليل على مدار الساعة. كذلك أكثر من ستّ قنوات فرنسية تتابع ما يحصل خبريًا وتحليليًا، وتعكس وجهات النظر المختلفة للقوى الفرنسية ممّا يجري، إلا في تونس، فإنّ التلفزيون في صمت مطبق".

كما انتقد أداء الإعلام التونسي المرئي، الذي يضمّ 15 قناة تلفزيونية، قائلًا: "تلفزيونات بلد الـ12 مليون لا تطرح أي رؤية تونسية للأحداث. لا توجد قناة واحدة بادرت لاستدعاء مثقفين وممثلي مجتمع مدني وأحزاب وبرلمانيين وناشطين مناهضين للتطبيع لعرض وجهات نظرهم، بما في ذلك رؤية السلطة السياسية والدولة التونسية". وأضاف: "هل هناك فضيحة أكبر من ذلك؟ مجتمع بلا صوت في قضية ذات أهمية قصوى، تلفزيون يجعلنا خارج العالم وخارج السياقات، وخارج الأحداث وتأثيرات الأحداث".

كذلك، حمّل بوكدوس السلطات التونسية المسؤولية عن الحالة التي وصل إليها الإعلام التونسي اليوم، موضحًا أن الوضع الحالي "ليس ناجمًا عن مشكلة متعلقة بالإعلام والصحافيين حصرًا، بل هو في العمق قضية الانتقال الديمقراطي الذي ترك الإعلام في حالة رثة زادتها منظومة 25 يوليو/ تموز انهيارًا ؛ في إشارة إلى قرار الرئيس قيس سعيّد حلّ الحكومة وتعليق عمل البرلمان التونسي".

هذا؛ وشارك العديد من التونسيين، وخصوصًا المتابعين لشأن الإعلام، بوكدوس الرأي نفسه. وقال الصحافي محمد رمزي المنصوري إنّ: "صمت التلفزيونات التونسية قابله اهتمام إذاعات الراديو، وخصوصًا الإذاعة الرسمية، بمواكبة التطورات في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر استضافة خبراء لتحليل ما يجري وتقديم تفسيرات للمتلقي التونسي". وأضاف أنّ "التنافس بدا واضحًا بين هذه الإذاعات من أجل تقديم المعلومة إلى التونسيين الذين يتابعون ما يحصل".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد