«في ما تواصل «إسرائيل» هجومها على غزّة، استكمالًا لمشروع الإبادة الجماعيّة الذي بدأته منذ عقود، وبينما تبدأ عدوانًا جديدًا على لبنان، نُخصص الأشهر الثلاثة القادمة لعرض أفلام نضاليّة لمخرجين من فلسطين ولبنان وسوريا. توثّق هذه الأفلام عقودًا من الظلم والمقاومة والتضامن، عقودًا من نضال روح أهل الأرض التي لم تنكسر يومًا. نأمل ألّا تكون هذه الأفلام مجرّد صرخة في الفراغ، بل نريدها أن تسترجع صورتنا التي تمّت مصادرتها، نريدها أن تزرع الأمل وتسهم في النضال الحق. شاهدوها وانشروها واجعلوا منها إلهامًا على المقاومة».
هكذا أعلنت منصّة «أفلامنا»، تخصيصها شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وشهري كانون الأوّل (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير)، لعرض أفلام نضاليّة توثّق صمود شعوب الشرق الأوسط في فلسطين ولبنان وسوريا، ومقاومتها للاحتلال المستمر لأراضيها منذ عقود. ففي الوقت الذي حذفت فيه منصّة نتفليكس العالمية أكثر من تسعة عشر فيلمًا فلسطينيًا، وتستمر «هوليوود» في تجريد الفلسطينيين وشعوب الشرق الأوسط عمومًا، من إنسانيتهم، تتصدّى «أفلامنا» لهذا التعتيم الممارس على الأعمال السينمائيّة الشرق أوسطية التي تتناول القضيّة الأعدل وروايات الصمود والمقاومة، في محاولة لإبراز الصورة الحقيقية التي عايشها ويحملها الشعبين الفلسطيني واللبناني منذ عقود، تحت وطأة الاحتلال.
تحت عنوان «فعل مقاومة ضروري»، أعلنت «أفلامنا» أخيرًا، عن قائمة الأفلام التي ستعرضها على منصتها في الشهر الجاري والشهرين المقبلين، ومن بينها فيلم «33 يوم» الذي يحمل توقيع المخرجة مي المصري، الذي يستمر عرضه على المنصّة حتّى 13 من الشهر الجاري. يوثّق الفيلم الذي صوِّر خلال الحرب التي شنّها الاحتلال الصهيوني على لبنان عام 2006، حياة أربعة شبّان يعملون في مجالات المسرح والإعلام والإغاثة الطارئة، ليسرد قصصًا غير مرويّة، تركت أثرًا في حياة الناجين من ذلك الصيف المصيريّ في بيروت. كما تضمّ القائمة، وثائقي «متسللون» (يستمرّ عرضه حتّى 20 تشرين الثاني) الذي يرصد المصاعب اليوميّة التي يواجهها الفلسطينيّون في أثناء محاولتهم العثور على طرق للمرور عبر شبكة حواجز الاحتلال المربكة. واعتبارًا من 14 تشرين الثاني، ستعرُض المنصّة فيلم «1982» للمخرج اللبناني وليد مونّس، وستستمر بعرضه حتّى 27 من الشهر ذاته. يروي الفيلم قصّة طالب يدعى «وسام» يبلغ 11 عامًا، يُصمم على البوح بحبّه لزميلته «جوانا» مع اقتراب نهاية العام الدراسي، بينما يحاول معلموه إخفاء مخاوفهم إزاء الغزو الإسرائيلي للبنان.
تسترجع منصّة «أفلامنا»، المخرجة اللبنانية الراحلة، جوسلين صعب، إذ يُعرض فيلم «بيروت مدينتي»، الذي تسترجع صعب عبره، لحظات احتراق منزل طفولتها أمام أعينها، وتوثّق الحصار الذي فرضه «الجيش» الإسرائيلي على مدينة بيروت العام 1982. يُعرض الفيلم ابتداءً من 21 تشرين الثاني وحتّى 4 كانون الأوّل. ولا تغفل المنصّة استعادة فيلم «حكاية قرية واحدة»، أحد أشهر أفلام المخرج اللبناني الراحل مارون بغدادي، رائد موجة السينما الحديثة في لبنان. يتناول العمل المعاناة اليوميّة لأهالي الجنوب خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي في العام 1978.