في انتصار جديد لحركة الاحتجاجات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني ضد المعارض الفنية المطبّعة مع الاحتلال، استقالت المتبرّعة وجامعة الأعمال الفنية البريطانية الألمانية كانديدا جيرتلر من صندوق آوتست للفن المعاصر، وجميع المناصب التطوعية في المؤسسات الفنية في المملكة المتحدة. تأتي هذه الخطوة بعد شهر من إزالة اسم جيرتلر من مركز غولدسميثس للفن المعاصر في لندن. وكلتا الخطوتين تأتيان نتيجة لاحتجاجات المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي.
تركت جيرتلر خلفها رسالة مفتوحة موجهة إلى مجتمع الفنون في المملكة المتحدة، تنتقد فيها الاحتجاجات ضد علاقتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. تقول الرسالة إن استقالتها تأتي احتجاجًا "ضد الارتفاع المثير للقلق لمعاداة السامية والتطبيع الضمني للكراهية داخل المساحات المادية والإلكترونية التي تهدف إلى تعزيز الإبداع والإدماج". وهذه الأوصاف تقصد بها حملات التضامن مع الغزيين الذين يتعرّضون لإبادة جماعية.
في إعلان استقالة كانديدا جيرتلر على "إنستغرام"، وصفت "سترايك آوتست" قرارها بأنه انتصار لحركتها التي تتألف من "حملات مختلفة لرفض تطبيع عالم الفن مع الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين". كما لاحظت أن جيرتلر لم تُشِر مباشرةً إلى فلسطين أو الفلسطينيين في بيانها. وأوضحت أن "هذا المحو يعكس المنطق العنيف الذي يؤيد الفصل العنصري ويجب رفضه كليًا"، مضيفة أن "خطاب الاستقالة هذا يحجب عمدًا مطالب الإضراب والمخاوف العاجلة التي تدفعه". وتعهدت بمواصلة مقاطعة "آوتست" حتى تغلق فرعها في إسرائيل.
كانت كانديدا جيرتلر موضوع احتجاجات متعددة هذا العام أطلقتها "سترايك آوتست"، وهي مجموعة احتجت على تورّط كانديدا مع صندوق "آوتست"، إذ طالب المحتجون بإغلاق فرع "آوتست" في إسرائيل و"إنهاء دعمها المالي والأيديولوجي للعمليات الاستعمارية الاستيطانية العسكرية في فلسطين، مثل الجيش الإسرائيلي والصندوق القومي اليهودي"، يقول موقع المجموعة على الإنترنت.
أُجبر مركز غولدسميثس للفن المعاصر على الإغلاق خلال الصيف بعد أن احتله متضامنون مع الغزيين ينضوون تحت مجموعة "غولدسميثس من أجل فلسطين" في أوائل يونيو/حزيران الماضي، داعية "غولدسميثس" إلى "قطع جميع العلاقات" مع كانديدا وزوجها زاك جيرتلر، المتبرّعَين الذين سُمي أحد المعارض في مبنى مركز غولدسميثس للفن المعاصر باسمهما. وفي رسالة مفتوحة تحدد أهداف احتجاجهم، اتهم المحتجون آل جيرتلر بأنهما متواطئان مباشرةً في تمكين الإبادة الجماعية. وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت المجموعة على "إنستغرام" أنها ألغت مقاطعتها للمركز بعد قرار إزالة اسم جيرتلر من المعرض.
من جهةٍ أخرى، شهدت الساحة الفنية في لندن إلغاء معارض لفنانين بسبب تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، واستقالات احتجاجًا على موقف بعض المؤسسات الفنية المنحازة إلى الاحتلال. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على سبيل المثال، أعلن الفنان الصيني المعاصر آي ويوي إلغاء معرضه في لندن، بعد نشر تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي الشهر نفسه، استقالت اللجنة المسؤولة عن اختيار مدير معرض دوكومنتا الشهير للفن المعاصر في ألمانيا، بعد أن أجبر أحد أعضائها على التنحي بسبب دعمه لحركة مقاطعة إسرائيل. وفي مارس/آذار 2024 أزال معهد الفن المعاصر في ميامي، لوحة تصوّر المفكر الفلسطيني الأميركي، إدوارد سعيد، قبل حفل جمع تبرعات.