أوراق ثقافية

ندوة تفاعلية في المغرب توصي بإدراج «التربية الإعلامية» في المقررات الدراسية

post-img

دعا مشاركون في ندوة تفاعلية حول «التربية على وسائل الاعلام والاتصال.. رؤى متقاطعة» في العاصمة المغربية الرباط بمشاركة عدد من الجامعيين والباحثين والإعلاميين المهنيين، الى ادراج مادة التربية الإعلامية في المقررات والمناهج الدراسية، منذ السنوات الأولى من التعليم، وذلك حتى تتمكن الأجيال الصاعدة، من التعامل الإيجابي مع الإشكالات التي تطرحها الثورة الرقمية والمساهمة في تمنيع المجتمع من الانعكاسات السلبية التي قد تحملها بين ثناياها، نتيجة سوء استخدام التكنولوجيات الجديدة.

قال الكاتب الصحافي جمال المحافظ، رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال إن هذه الندوة أكدت على ضرورة تجاوز مقاربة التربية الإعلامية في ضوء التحولات التكنولوجية، بمعزل عن البيئة العامة للإعلام والاتصال، ووسائل التواصل الاجتماعي، رغم كونهما حقلين مختلفين، لكن في الوقت نفسه يمكن «رأب الصدع بينهما، ومد جسور بينهما، عوض أن يظلا جزرا معزولة»، يوضح المحافظ.

نظرا لما تضطلع به وسائل الاعلام من أدوار هامة في المرحلة الراهنة، خاصة في التنشئة الاجتماعية، شدد على ضرورة استفادة الاعلام من الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيات الحديثة، وتحويلها إلى أداة إيجابية، يستثمر ما توفره من فرص إيجابية لتحقيق التنمية بأبعادها المختلفة، عوض أن تظل وسيلة تستغل لنشر التفاهة والتشهير والتضليل ونشر المعلومات الزائفة.

ولاحظ جمال المحافظ بأن التغيير في البيئة الاعلامية يتجلى حاليا، في انتشار الوسائل التكنولوجية التي أصبحت في متناول الصحافيين، لكن أيضا لدى الجمهور، بعدما كانت الأخبار تستقى أساسا من وكالات الأنباء، والصحف، والإذاعة والتلفزيون (الإعلام التقليدي)، لكن بدخول الانترنيت الى الفضاء العام، غيرت بعمق معالم وسائل الاعلام التقليدية، وأدت إلى ظهور فاعلين جدد في مجال نشر المعلومة الاخبارية، وهذا ما خلخل الممارسات المهنية للصحافيين أنفسهم، وغيّر طريقة إخبار الجمهور، وجعل ذلك يكون سببا في إعادة توزيع الادوار ما بين المنتجين والمستهلكين لمواد الصحافة الورقية والصحافة الالكترونية.

لكن جمال المحافظ لاحظ على المستوى المغربي، أنه بقدر ما يسجل إقبالا متصاعدا من لدن مختلف فئات المجتمع على استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وإبحارا متزايد في الشبكة العنكبوتية، بقدر ما يسجل، توجسا مبالغا فيه أحيانا، بدعوى «الاستخدام السيء» لهذه الوسائط، متغافلين إيجابية هذه التكنولوجيا الحديثة وفي مقدمتها الإنترنيت التي ساهمت كثيرا في رفع من سقف حرية التعبير عاليا، وأتاحت إمكانيات هائلة في مجال الحصول على المعلومات لمختلف الشرائح الاجتماعية.

وجه المشاركون الدعوة الى فتح ورش التربية على وسائل الإعلام والاتصال، مع تجاوز محدودية الأبحاث والدراسات حول العلاقة ما بين التربية والتعليم والإعلام في ظل الثورة الرقمية، واعتبار التربية على الميديا مكونا من مكونات المواطنة، وانخراط المنظومة التعليمية بجميع أسلاكها على اعتماد محترفات ومواد «التربية على الميديا» للتشجيع على الممارسات الجيدة في حقل الميديا وموضوعية التلقي، وإذكاء الفكر النقدي وتوعية وتكوين الكبار وأولياء الأمور والمشتغلون في محاضن التربية والتنشئة بمخاطر الأمية الافتراضية.

شارك في هذه الندوة المفتوحة، فضلا عن جمال المحافظ رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال، كل من عزيزة حلاق رئيسة الجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات، ومنية المنصور الإعلامية والباحثة في علوم التربية، والإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس، والإعلامي يونس مسكين، مدير مؤسسة «صوت المغرب»، والجامعية فدوى ماروب رئيسة جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الانسان، والجامعي سعيد بنيس.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد