في حين كانت الأحداث المفاجِئة تتسارع في سورية أثناء تقدّم الجماعات المسلحة ثم إسقاط نظام بشّار الأسد، كانت مواقع التواصل تتابع الأحداث باهتمام، وتستهلك في أثناء ذلك أخبار سورية الكاذبة والحقيقية في الوقت نفسه. وعملت خدمات التحقق من المعلومات والأخبار على غربلة الأخبار الكاذبة، والتي حقق بعضها انتشارًا واسعًا قبل ثبوت كذب ادعاءاته، خصوصًا أن الكثير من الادعاءات كان مرفوقًا بصورة أو فيديو كدليل كاذب مجتزأ من سياقه.
في ما يلي أبرز أخبار سورية الكاذبة حول المستجدات السورية وحقيقتها:
فيديو لمعتقل سوري في سجن صيدنايا
انتشر في مواقع التواصل مقطع فيديو وصورة ادعى ناشروها أنّها لأحد المعتقلين السوريين في زنزانة انفرادية في القسم الأحمر بسجن صيدنايا، عقب سيطرة فصائل المعارضة على السجن وإطلاقها سراح السجناء. لكن بالتحقّق من الادّعاء وجد موقع "مسبار" للتحقق من المعلومات والأخبار أنه مضلل، إذ إن المقطع يعود في الحقيقة إلى محاكاة فنية لزنزانة في متحف في فيتنام، وليس لمعتقل سوري في سجن صيدنايا.
مطران مسيحي يتولّى منصب محافظ حلب
تداولت تطبيقات التواصل والتراسل خبرًا يدّعي أن هيئة تحرير الشام قد طلبت من مطران طائفة اللاتين في سورية تولّي منصب محافظ المدينة. لكن المطران، حنّا جلّوف، نفى هذا الخبر عبر حسابه في "فيسبوك".
الجولاني يجري حوارًا مع صحيفة إسرائيلية
تداولت مواقع التواصل نسخة من حوار صحافي نشرته صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" بتاريخ 6 ديسمبر/كانون الأول 2024 وادعى الناشرون أن الصحيفة أجرته مع قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني. كما ادعوا أن الجولاني عبّر عن انفتاحٍ على تكوين صداقات مع الجميع في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل. لكن في الحقيقة، قالت الصحيفة إنها أجرت لقاءً مع قائد في "الجيش السوري الحر" لم تذكر اسمه، أما صورة الجولاني المتداولة، فقد ضمنتها الصحيفة في المقال، تحت إجابة الضابط حول سؤال وُجّه إليه له علاقة بهيئة تحرير الشام.
الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن حلب
انتشرت شائعات تفيد بأنّ حلب "أصبحت خارج نطاق العقوبات الأوروبية على سورية، وبالتالي يُسمح بعمل المنظمات الدولية الإنسانية بحرية تامة"، وذلك بعد سيطرة المعارضة على المدينة كاملة. هذا فيما استخدمت حسابات مؤيّدة للنظام السوري الخبر المتداول "دليلًا" على "عمالة المنظمات الإنسانية" العاملة في شمال سورية، بوصفها "أدوات استخباراتية" لدول الناتو تحت غطاء إنساني وقانوني، بحسب ادعاءات المتداولين. لكن في الحقيقة لم يعدّل الاتحاد الأوروبي بعد أيًّا من بنود عقوباته المفروضة على سورية خلال الأيام الأخيرة.
أخبار سورية الكاذبة تخلط بين دمشق وإسطنبول
يصوّر فيديو حشدًا من الناس داخل مسجد وهم يهتفون "الله أكبر"، وعلّق ناشروه بالقول إن "المسجد الأموي عاد أمويًا". لكن خدمة التحقق من المعلومات والأخبار في وكالة فرانس برس للأنباء أكدت أن الفيديو المتداول لم يُصوَّر في سورية، بل يصوّر سوريين وأتراكًا داخل مسجد الفاتح في إسطنبول بعد الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد.
إعلان تشكيل فصيل "أحفاد الأمويين"
تداولت مواقع التواصل مقطعًا ادعى ناشروه أنه لبداية تشكيل ما يسمى بفصيل "أحفاد الأمويين"، بعد إطاحة فصائل المعارضة السورية بنظام بشار الأسد. بالتحقق من الادعاء وجد "مسبار" أنه مضلل، وأن الفيديو في الحقيقة قديم ويعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2012، بعد الإعلان عن تشكيل "لواء أحفاد الأمويين" في ريف العاصمة السورية دمشق حينها.