أوراق إعلامية

«تيك توك» باقٍ في أميركا.. حتى إشعار آخر

post-img

بدأ تطبيق «تيك توك» الصيني، أمس الأحد، في استعادة خدماته في الولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب نيته تأجيل قرار الحظر بشكل رسمي. وتأتي خطوة التطبيق الصيني بعد إعلامه حوالى 170 مليون مستخدم أميركي يوم السبت، بأنه غير متاح بسبب دخول قانون الحظر في البلاد حيز التنفيذ.

ترامب وسياسة العصا والجزرة

سرعان ما عاد «تيك توك» إلى العمل بشكل شبه كامل مستندًا إلى تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنه «ليس لديه خيار سوى إنقاذ التطبيق». وأضاف الرئيس الـ 47 في تاريخ أميركا، بأنه سيبحث عن شراكة مع الفرع الأميركي للتطبيق من أجل إعادة تشغيله بشكل نهائي، مؤكدًا أنه سيؤجل موعد الحظر لمدة 90 يومًا لإفساح المجال لمزيد من المفاوضات. علمًا أن القانون الذي يلجأ إليه ترامب، يسمح له بإصدار تمديد لمرة واحدة فقط.

لكن الرئيس الجمهوري اعتبر أن التطبيق «لا يساوي شيئًا» من دون الحصول على موافقة لتشغيله من السلطات، مشترطًا أن الطريقة الوحيدة لاستمراره بالعمل في الولايات المتحدة الأميركية هي استحواذ مستثمرين أميركيين على نسبة 50% من التطبيق الصيني. من جهته، أخطر «تيك توك» المستخدمين ببدء عودة خدماته بفضل جهود ترامب.

انتهاء حال الضياع

الجدير بالذكر أن تدخل ترامب حسم الجدل الذي رافق الأسابيع الأخيرة قبيل دخول قرار الحظر حيز التنفيذ قانونيًا. وسجلت الأيام الأخيرة حالة من الضياع بين عشرات الملايين من الأميركيين الباحثين عن طريقة للتعامل مع الحظر، إذ انتقل مئات الآلاف لتجربة تطبيقات بديلة مشابهة، ما أدى إلى استقبال التطبيق الصيني «ريد نوت» 700 ألف مستخدم أميركي خلال يومين فقط، إلى جانب إقبال غير مسبوق على تعلم لغة الماندرين عبر تطبيق «دوولينغو».

من جهة أخرى، ارتفعت عمليات البحث عن VPN عبر الإنترنت، والتي تشفر البيانات وتخفي عناوين الـIP، ما يساعد في إيهام بأن المستخدم خارج الأراضي الأميركية.

من يمكنه شراء «تيك توك»؟

أعربت شركات عدة عن اهتمامها بشراء الفرع الأميركي للتطبيق، أبرزها شركة «رامبل»، ومجموعة الملياردير فرانك ماك كورت Project Liberty التي قالت إنها، بدعم من المستثمر في برنامج Shark Tank، كيفين أوليري، قدمت عرضًا إلى «بايت دانس» لشراء أصول «تيك توك» في الولايات المتحدة. علمًا أن أوليري كشف لاحقًا أنه وضع 20 مليار دولار «على الطاولة» لشراء التطبيق.

في هذا السياق، كشف تقرير لوكالة «بلومبرغ»، نقلًا عن مسؤولين صينيين، عن اهتمامهم ببيع «تيك توك» إلى إيلون ماسك الذي تجمعه علاقة وثيقة مع ترامب. لكن المتحدثة باسم «تيك توك» نفت حينها مصداقية التقرير واصفة إياه بـ«محض خيال».

الصين وأميركا في السرير نفسه؟

ما بين الاتهامات الأميركية المتواصلة بأنّ «تيك توك» يشكل تهديدًا للأمن القومي، وبين «التنازل» الذي قدمه ترامب عبر تأجيل الحظر من جهة، والمطالبة ببيع نصف الفرع الأميركي من التطبيق عوضًا عن كامله من جهة أخرى، صمدت «بايت دانس» أمام الضغوط ثابتة على موقفها برفض البيع بشكل قاطع، وهو ما تجلى في إغلاقها «تيك توك» وسط توعد السلطات الصينية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شركاتها.

يأتي الكباش على «تيك توك» بالتزامن مع احتدام الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وصولًا إلى حزمة مهمة من عقوبات التصدير الأميركية على الصين لإبطاء تطورها في الميدان التكنولوجي.. وبينما يصرّ بعض السيناتورات الجمهوريين على أنّ الحل الوحيد هو عبر بيع الشركة الصينية لعملياتها في الولايات المتحدة، يبدي الرئيس الجديد رغبة في التعامل مع الأزمة عبر اتفاقات تجارية، وهو أمر يمكن أن تتلقفه الصين بإيجابية وتستعمله كمدخل إلى تهدئة التوتر المتصاعد بين القطبين.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد