إنشغلت وسائل الاعلام العربية والعالمية بأولى جولات صفقة تبادل الرهائن في غزة. بعيدًا عن الخلفيات السياسية التي دفعت لإتمام الصفقة، كان الفضاء الافتراضي وإعلام العدو، مصدومًا بأداء المقاومة الفلسطينية. فقد أتقن المقاومون اللعبة الاعلامية كما العسكرية. بعد دقائق من إعلان وقف إطلاق النار، خرج مئات المقاتلين الفلسطينين مباشرة على الهواء بسياراتهم وأسلحتهم المدرّعة، وإستقبلهم الغزيون بالزغاريد والقُبل على الجبين. هذه الخطوة دحضت سردية العدو التي روّج له طيلة أشهر الابادة، بقضائه على «حماس».
على الضفة نفسها، خرجت قناة «الجزيرة» في بثّ مباشرة رافقت فيه الغزّيين الذين توجهوا فور اعلان وقف إطلاق النار إلى مكان استشهاد الزعيم يحيى السنوار الذي إشتبك مع مجموعة من العدو، قبل أن يستشهد ويتحول إلى أيقونة. كما بثت قناة «TRT عربي» مقابلة مع صاحب المنزل الذي استُشهد فيه السنوار، متوقفًا عند أهمية شهادة السنوار في تحقيق شروط حركة «حماس».
أما مساءً، فتوجّهت الكاميرات نحو تحرير المعتقلات الفلسطينيات اللواتي تم تحريرهن من سجون العدو. ورغم تضييق العدو على الاعلام بمنع نقل صور فرح التحرير، إلا أن الكاميرات واكبت حرية الفلسطينيات اللواتي عبّرن عن إمتنانهن للمقاومة وأجمعت الاسيرات على أن دماء الشهداء هي التي أثمرت الحرية. هذه الصورة مجتمعة شكّلت صدمة في الاعلام العبري والفضاء الافتراضي، وأجمعت التعليقات على أن المقاومة في غزة متجذرة في الارض.