رحَل، مساء أمس السبت، الباحثُ والأكاديمي والمؤرّخ اللبناني إبراهيم بيضون، عن 84 عامًا، بعد مسيرة حافلة في البحث والتأليف أنجز خلالها ما يقرب من ثلاثين كتابًا، بالإضافة إلى عشرات المقالات والأوراق البحثية، والتي ركّزت في أغلبيّتها على تاريخ الإسلام المُبكِّر، وفترات الحُكم الأموي والعبّاسي والأيّوبي، وزمن الحملات الصليبية.
نعى مثقّفون وكتّاب لبنانيون الراحل إبراهيم بيضون، من بينهم عبد الله رزق الذي كتب: "بوفاة الزميل والصديق إبراهيم بيضون، خسر "المجلس الثقافي للبنان الجنوبي"، عَلَمًا من أعلامه الكبار، وخسر الجنوب قامة عِلمية كبيرة، وخسرت الحركة الثقافية في لبنان مُثقّفًا موسوعيًا، وناشطًا فاعلًا رافق الأستاذ الكبير حبيب صادق طويلًا في هَمِّ الثقافة الوطنية، وقضايا الجنوب والوطن".
وُلد الراحل في بلدة بنت جبيل الجنوبية العام 1941، وفي "مدرسة بنت جبيل الرسمية" تلقّى علومه الأولى على يد المُربِّي والمعلّم عبد اللطيف سعد، قبل أن يتدرَّج في تعليمه حتى نال، العام 1971، دكتوراه في التاريخ الإسلامي من "جامعة غرينوبل" الفرنسية، عن أطروحته "الاضطراب العراقي في العهد الأموي"، وبعدها بعشر سنوات حصل على دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي، من "جامعة القديس يوسف" ببيروت، عن أطروحة عنوانها "عن إشكالية العلاقة مع السلطة المركزية في القرن الأول الهجري"، ليشغلَ لاحقًا أستاذية التاريخ الإسلامي في عدد من الثانويات والجامعات اللبنانية.
وضَع إبراهيم بيضون مؤلّفات تاريخية عديدة، أبرزها: "تاريخ العرب السياسي: من فجر الإسلام حتى سقوط بغداد" (بالاشتراك مع سهيل زكّار، 1974)، و"التوّابون" (1975)، و"الدولة العربية في إسبانية: من الفتح حتى سقوط الخلافة" (1986)، و"من دولة عمر إلى دولة عبد الملك: دراسة في تكوُّن الاتجاهات السياسية في القرن الأول الهجري" (1991)، و"الحجاز والدولة الإسلامية: دراسة في إشكالية العلاقة مع السُّلطة المركزية في القرن الأول الهجري" (1995)، و"اتجاهات المعارضة في الكوفة (41 ـ 71 للهجرة): دراسة في التكوين الاجتماعي والسياسي" (1987).
بالإضافة إلى: "الأمراء الأمويون الشعراء في الأندلس: دارسة في أدب السُّلطة" (1987)، و"من الحاضرة إلى الدولة في الإسلام الأول" (1986)، و"مؤتمر الجابية" (1996)، و"الأنصار والرسول، إشكالية الهجرة والمعارضة في الدولة الإسلامية الأولى" (1989)، و"مسائل المنهج في الكتابة التاريخية العربية" (1996)، و"تاريخ بلاد الشام: إشكالية الموقع والدور في العصور الإسلامية" (2002)، و"الصراع على الشام في عصر الأيوبيّين والمماليك: في تحدّيات الهويّة وانقلابية التاريخ" (2005)، و"مسائل المنهج في التاريخ الإسلامي" (2009)، و"الفاطميّون: الدعوة، الدولة والنُّظم" (2012).