أم هاشم الجنيد/ كاتبة يمنية
العيد مقترن بالفرحة، وهذه سمة الأعياد.. وها نحن في عيد الفطر المبارك بعد إتمام شهر الصيام.. ولكن أتى شهر الصيام هذا العام ليس كالأعوام التي مضت.. هذا العام أتى شهر رمضان وسائر المسلمين عقدوا الصيام؛ ولكن الأغلب لا يعرفون معنى الصيام، ولماذا فرض الصيام؟
هو من إجل إحساس المسلمين بالجوع، وبالصبر والتحمّل وفرض الصيام للوحدة من الإمساك الى الفطور عند سائر الصائمين ..
فرض في شهر القرآن الكريم الجهاد؛ جهاد النفس وجهاد الأعداء، لكن مع ذلك الأعراب جهلوا وما يزالون يشبعون مؤائدهم بأشهى الأطعمة .. وأطفال وشيخوخ وثكالى في غزة.. يتضورن جوعًا، ويموتون عطشًا.. فأين الصيام منكم؟ أما أحست ضمائركم بجوع هولاء؟ وأنتم أنّ غزة جزء من الجسم العربي والإسلامي.. تهدم بيوتهم وتقتل أطفالهم وتنتهك أعراضهم ..
وحدّكم الصيام؟ ولكن لم توحّدكم قضية غزة وفلسطين لتكون جزءًا من وحدتكم..
شهر رمضان الذي تنزّل فيه القرآن الكريم؛ والقرآن هو كتاب الله ما فرط فيه شيء من العقيدة والتشريع، ومن ضمن ما ورد فيه فرض الصلاة والجهاد والصيام والزكاة.. فأين الصلاة القيمة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر؟ وأين الجهاد المفروض الذي غيّبتموه في دهاليز فتاويكم وغزة تُباد من اليهود؟
أين الآيات التي حذّرت من موالاة اليهود، ومن خبثهم وعدائهم للإسلام والمسلمين؟ لماذا أغفلتموها وأصبحتم مثل اليهود تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض الآخر؟ أين منكم يوم الفرقان التي كانت في شهر رمضان حين خرج الرسول (ص) وأصحابه لمواجهة الكفار والمشركين؟
لماذا خالفتم ذلك وغزة بحاجة إلى يوم فرقان؟ ما يدلّ عدم اقتدائكم برسول الله، صيامكم صيام أجوف خالٍ مما يجب تطبيقه في الصيام.. هذا خلال شهر رمضان المبارك، وها هو العيد قد أتى والعيد كأنّ المسلمين في وحدة .. كيف تكتمل فرحة العيد، والحزن والموت مخيّم في غزة ودموع تنهال وجثث تتفحم ؟
فرحتكم في العيد يقابلها جوع وعطش وتشرد في غزة..فرحتكم بالعيد يقابلها قصف وقتل وهدم في غزة.. تهانيكم في العيد تقابلها استغاثة امراة ثكلاء وحزن شيخ عجوز وبكاء طفل بريء في غزة .. كسوتكم في العيد يقابلها أجساد في العراء، وأكفان تلفّ أشلاء في غزة..!
تحيون بيوتكم بالعيد، وتتبادلون الهدايا وهناك بيوت صارت ركامًا وخيامًا تًحرق وهدايا من شظايا الصواريخ والقذائف تنهال في غزة .. الإسلام منكم أيها الأعراب بريء تستبدلونه باتباع ملة اليهود والموالاة لهم، والعروبة منكم انتزعت، وغزة العربية تصرخ بلغة عربية، لكن معانيها ـطبقتم مسامعكم عنها لتفتحوها أمام العبرية، وأصبحتم صمًا بكمًا لا تسمعون.. وكل صفاتكم المذكورة دليل كافٍ لموالاتك اليهود واتباع ملّتهم، وسيطالكم خبثهم؛ ولكن هل تستغيثون بمن خذلتموهم؟!