أوراق ثقافية

البرلمان الروسي يكافح "عبادة الشيطان"

post-img

ناقش مجلس الدوما (البرلمان)، في روسيا في 8 إبريل/ نيسان الجاري، مسألة مكافحة ظاهرة "عبادة الشيطان" وغيرها من أنواع العبادة والأيديولوجيا الهدامة تمهيدًا لإجراء تعديلات تشريعية على القوانين. وتطرق المجتمعون إلى الملف الأوكراني عبر عرض مقطع فيديو قصير تضمن لقطات لعناصر كتيبة "آزوف" الأوكرانية التي تصنّفها موسكو "إرهابية"، وهم يتحدثون عن "حفلات لعبادة الشيطان".

كما ندد النائب عن حزب "روسيا العادلة"، نيقولاي بورليايف، بتنظيم عروض "أمير الظلام" في بعض أقاليم روسيا، وتقديم صورة إيجابية لها، محذرًا من أن "الابتعاد عن القيم التقليدية التي يهدمها عبدة الشيطان قد يؤدي إلى انهيار الدولة والحضارة الروسية".

بدورها، أبدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قلقها من تسلل "عبدة الشيطان" إلى قطاعات الطب والرعاية الصحية والتعليم. وقال رئيس اللجنة البطريركية لشؤون الأسرة والأمومة والطفولة الكاهن فيودور لوكيانوف، في ختام طاولة مستديرة عقدها البرلمان: "في بعض الدول، حصل عبدة الشيطان على تنظيم دروس في مؤسسات التعليم والجامعات، وهم يتسللون إلى مجالات الطب والرعاية الصحية، ويروجون من خلال أوساط طبية لقتل الأطفال في أرحام الأمهات. كما وصل الأمر إلى حد تأسيس عيادة خاصة لإجراء عمليات الإجهاض باسم الشيطان في الولايات المتحدة، ويعتزم عبدة الشيطان تأسيس شبكة لعيادات الإجهاض في بلدان أوروبا".

وصف مدير اللجنة التنفيذية لحركة "الجبهة الثقافية الروسية"، فياتشيسلاف ليونتييف، عبادة الشيطان بأنها "أيديولوجيا خطرة تكره الإنسان وتعتمد على تسويغ الشر، وهي مثيلة لتلك التي تبرر النازية، والهدف هدم الطوائف التقليدية في روسيا. ستعد مجموعة العمل في البرلمان تعديلات لقانون حرية المعتقد، ونريد تقييد حقوق عبدة الشيطان لأنهم يشكلون تهديدًا خطرًا لبلدنا".

بدوره، قال رئيس لجنة الدفاع في "الدوما"، أندريه كارتابولوف: "يجب النظر إلى عبادة الشيطان وكل ما يتعلق بها بأنه تهديد مباشر للدولة. في السابق، صنّفنا أيديولوجيا المثلية الجنسية بأنها غير مواتية، وتبنينا قوانين تحظر نشرها، والشيطانية ليست أفضل، بل أكثر عدوانية وكرهًا للإنسان لذا نعتبرها قضية الجميع لا الكنيسة وحدها، وهي أحد أشكال الحرب الإعلامية والأيديولوجية التي يشنها الغرب ضد بلدنا".

لكن كبير الباحثين في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، عالم الأديان رومان لونكين، يقلل من أهمية المزاعم بوجود حركة منظمة لـ "عبدة الشيطان" في روسيا باستثناء بعض الفئات المهمشة ومجموعات شبابية تعتمد رموز هذه العبادة. ويقول: "لا وجود لعبادة الشيطان كحركة منظمة ذات أيديولوجيا في روسيا بعكس جمعية كنيسة الشيطان التي تزاول نشاطها في الولايات المتحدة وغيرها من الدول. قد يكون هناك بعض الأتباع لعبدة الشيطان في روسيا، لكنهم لا يشكلون سوى فئة مهمشة ومحدودة".

مع ذلك، يقر لونكين بانتشار ظاهرة استخدام رموز "عبادة الشيطان" في روسيا، ويقول: "ينتشر استخدام الرموز المعادية للمسيحية، ورصد علماء الاجتماع والأديان والطوائف اعتماد مجموعات شبابية على الرموز الشيطانية وتقليدها أو اختراعها طقوسًا لعبادة الشيطان تتضمن تقديم قرابين له. وتصنّف الرؤية الأرثوذكسية للعالم الوثنية الجديدة والسحر من بين المظاهر الشيطانية، ويطبق أرثوذكس هذه الرؤية أيضًا على بعض الطقوس للكنيسة الإنجيلية حتى إذا لم تكن كذلك من وجهة نظر علم اللاهوت أو القانون، لكنني أشكك في فعّالية مكافحة الشيطانية رغم استعداد نشطاء أرثوذكس لمواجهة كل المظاهر المذكورة لأن الرؤية الكاملة منعدمة لدى المشرعين".

لقد كان بورليايف اقترح في يناير/ كانون الثاني الماضي، إطلاق حملة لمكافحة "عبدة الشيطان"، في إطار مبادرة حظيت بدعم بطريرك موسكو وسائر روسيا، كيريل، الذي قال خلال افتتاح الدورة الـ33 للقراءات التعليمية الميلادية الدولية في قصر الكرملين: "أعتقد بأنه من المهم دعم مبادرة حظر عبادة الشيطان في روسيا كونها حركة متطرفة، والمسألة ليست مجرد سحر بل أيديولوجيا تهدم وعينا القومي وتضعف شعبنا وتثير نوعًا من الانقسام في المجتمع، وأسأل لماذا عبادة الأوثان؟ هذا جنون".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد