في الذكرى الـ11 لوفاة أحد أهم مؤلفي القرن العشرين في العالم، على صعيد اللغة الإسبانية، يقيم مركز غابريال غارسيا ماركيز الثقافي أنشطة مختلفة من بينها قراءات من أعماله، وميكروفون مفتوح حتى يتمكّن جميع الزوار من الانضمام إلى القراءة والمشاركة. هذا بالإضافة إلى شاشة رقمية لنشر الوعي بهذا التاريخ المهم لجميع محبي الثقافة والقراءة.
في العام 2008؛ افتتح مركز غابرييل غارسيا ماركيز الثقافي، بعد عام على وفاة المهندس روخيليو سالمونا الذي صمّم هذه الجوهرة المعمارية. وبحسب منسق الشؤون الإعلامية في مؤسسة صندوق الثقافة الاقتصادي في كولومبيا، خوان فيرناندو روخاس خاراميليو، فقد اختير اسم الكاتب لتمثيل هذا المركز أولًا: "لأنه المؤلف الأكثر تمثيلًا لأميركا اللاتينية في عصره، والحائز جائزة نوبل في الأدب، وهو أعظم ممثل للسرد الكولومبي". وثانيًا لأنه: "وعلى الرغم من أنه مولود في في أراكاتاكا في كولومبيا، فإنه يعدّ رمزًا للاتحاد الثقافي بين المكسيك وكولومبيا. عاش في كلا البلدين في أوقات مختلفة من حياته، وطوّر عاطفة خاصة تجاه المكسيك".
يحتوي المركز على تسع مساحات مختلفة حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمختلف التعبيرات الثقافية، مثل قاعتين للمؤتمرات والندوات والعروض الفنية، وقاعة عرض يقدم فيها معرض فني مختلف كل شهر، وغرفتين تُستخدمان للدروس التربوية، ومكتبة المكسيك، وهي أكبر مكتبة في كولومبيا بمساحة 880 مترًا مربعًا وأكثر من 130 ألف كتاب من جميع الأنواع متاحة للقراء مع مساحة كاملة مخصصة لأعمال غارسيا ماركيز، وممر ماكوندو (المدينة الخيالية التي تدور أحداث رواية مائة عام من العزلة فيها)، وساحة مدينة مكسيكو، وتراسين مع إطلالات على التلال الشرقية لمدينة بوغوتا، وغرفة القراءة "أليبريخي"، وهي مشروع صندوق الثقافة الاقتصادي لتشجيع القراءة، عبر تسخير مساحة تمكّن القراء الصغار من الوجود بين الكتب والاستمتاع بالأنشطة التي تهدف إلى متعة المطالعة.
إن متوسط عدد زائري المركز يصل إلى أكثر من 30 ألف زائر شهريًا، بمن في ذلك الطلاب والسياح والباحثون والعائلات والقراء من جميع الأعمار، ما يوضح التأثير الثقافي الذي يحدثه المركز على المدينة والبلاد.
كما يعد مركز غابرييل غارسيا ماركيز الثقافي بمثابة جسر بين كولومبيا وبقية أميركا اللاتينية، سواء من خلال ارتباطه بصندوق الثقافة الاقتصادي ــ دار نشر ذات روح أميركية لاتينية ــ أم من خلال مهمته في الاحتفال بأصوات الفنانين ونشر معرفتهم الثقافية وطرقهم في التعبير عن روح القارة اللاتينية. ومن خلال أنشطته، يعمل المركز على تعزيز التفكير النقدي، والوصول الديمقراطي إلى المعرفة، والتقارب بين الثقافات المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يشارك المركز في دوائر الترويج الثقافي الدولية، ويستضيف مؤلفين وفنانين من بلدان مختلفة، وينشر أعمالًا رئيسية للفكر اللاتيني الأميركي، ويسهم بشكل فعال في تعزيز الهوية المشتركة في المنطقة.