أوراق ثقافية

الرباط تكشف «مفاتيح القدس الخمسة» مع تطبيقات «هيا»

post-img

احتضنت العاصمة المغربية الرباط فعالية إطلاق تطبيقات «هيا» الموجهة للأطفال واليافعين عن فضائل وقيم بيت المقدس، في مبادرة لوكالة «بيت مال القدس الشريف»، تعكس العمق التاريخي والروحي الذي يربط المغاربة بمدينة القدس.

جاءت هذه الخطوة التقنية المبتكرة، والتي كشفت في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تتويجًا لمسار طويل من العمل الدؤوب على تعزيز الوعي والمعرفة بقضية القدس في نفوس الأجيال الجديدة. وذلك من خلال سلسلة رسوم متحركة بعنوان «مفاتيح القدس الخمسة»، ولوحات تفاعلية بتقنية الواقع المعزز، تتيح للأطفال واليافعين التفاعل والمشاركة عبر رموز QR تربطهم بمضامين تاريخية وثقافية، وفقًا لما ورد في بيان لوكالة «بيت مال القدس الشريف».

تدور القصة التي تحملها سلسلة الرسوم المتحركة عن مغامرة شيقة لخمسة أطفال من جنسيات وأديان مختلفة، يزورون القدس للمرة الأولى، رفقة حفيد المجاهد المغربي الحاج موسى الرضا، ومن خلال بوابة سحرية لا تُفتح إلا بخمسة مفاتيح وغصن زيتون، يسافر الأطفال من الرباط إلى القدس ليجوبوا أزقتها العتيقة ومعالمها الدينية، وأسواقها النابضة، حيث يتعرفون إلى أسرار المدينة، وينسجون معًا خيوط الحكاية بين الماضي والحاضر.

شدد محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير وكالة «بيت مال القدس الشريف»، في كلمة ألقاها في المناسبة، على أن هذه المبادرة ليست مجرد تطبيق رقمي، هي تجسيد حي لاستثمار واعٍ في أدوات العصر لتنشئة جيل يفهم ويحلل، ويرتبط وجدانيًا وقيميًا بمدينة القدس. ولفت إلى أن اختيار الانطلاقة من المغرب، مقر لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، لم يكن صدفة، بل تعبير عن الامتداد الطبيعي للالتزام المغربي التاريخي تجاه القدس وفلسطين، مؤكدًا أن دعم وزارة التعليم المغربية عبر الأكاديميات الجهوية (إدارات محلية في الأقاليم) سيسهم في إيصال هذه القيم إلى مختلف ربوع البلاد.

وأوضحت دعاء الشريف، مديرة مشروع «هيا»، أن العمل يأتي لتقريب مفاهيم التعايش والتسامح والانفتاح من عقل الطفل، وتغذية وجدانه برموز تعزز انتماءه لقضايا الحق والعدل، وفي مقدمتها قضية فلسطين. ولفتت إلى أن المنصة ستُتاح بثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنكليزية، بما يوسع قاعدة المتلقين ويعزز الأثر التربوي والمعرفي.

حضر الحفل ثلة من الشخصيات الدبلوماسية والفنية والرياضية، ممن أجمعوا على قيمة هذه المبادرة التي تسعى إلى جعل القدس حاضرة في الذاكرة الجماعية للأطفال، لا بوصفها قضية سياسية فقط، بل كونها قيمة إنسانية وروحية عميقة، تجسدها قصص الشجاعة، والتضحية، والانفتاح الحضاري.

ولم يكن غريبًا أن يُختم اللقاء باستدعاء روح الحاج موسى الرضا، من خلال الإشارة إلى زيارة سبق أن قام بها أطفال من القدس إلى ضريحه في جبل العلم، شمال المغرب، حيث استمعوا إلى حكاية هذا المغربي الذي ربط مصيره بتحرير المدينة المقدسة، وترك أثرا في وجدان أهلها. مثل هذه القصص، كما أكد محمد سالم الشرقاوي، لا تزال تنبض في شوارع الرباط وأزقة القدس، وقلوب المغاربة الذين خرجوا في أكثر من مناسبة يهتفون لفلسطين، ويجودون بما استطاعوا دعمًا لشعبها.

لم تكن الفعالية مجرد احتفاء بتطبيق رقمي فحسب، كانت ترجمة لرباط وجداني عميق بين المغرب والقدس، رباط يتجاوز الشعارات إلى تجسيد فعلي في الوعي الجماعي، وتربية الأجيال على القيم التي وحدت المغاربة والفلسطينيين عبر القرون: قيم النخوة والإيثار والعدل ونصرة المظلوم.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد