"ناشرون من أجل فلسطين".. دعوات لمقاطعة "معرض فرانكفورت للكتاب"

post-img

يزن التميمي/ العربي الجديد

أطلقت، مؤخّرًا، مجموعة "ناشرون من أجل فلسطين" حملة تدعو إلى مقاطعة "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، المُقرّر عقد دورته السابعة والسبعين بين 16 و20 أكتوبر/ تشرين الأول المُقبل في المدينة الألمانية.

دعت المجموعة المكوّنة من أكثر من 600 ناشر موزَّعين على أكثر من خمسين بلدًا في العالم إلى "مقاطعة أكبر حدث للنشر في العالَم لتواطئِه في الإبادة الجماعية، ورفضه تأكيد حقوق الشعب الفلسطيني ودعمه بموجب القانون الدولي، ورفضه إدانة وقطع العلاقات الاقتصادية والثقافية مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي".

تشير المجموعة، في بيانها الصحافي، إلى أن أشكال تواطؤ المعرض مع العدوان الإسرائيلي على غزّة بدأت بتأجيله ثم إلغائه تسليم جائزة الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، والتي كانت مقرّرة في نسخته لعام 2023. تلت هذه الحادثة؛ والتي قوبلت بالكثير من الرفض والاعتراض، استضافة الكاتبة الأميركية البولندية آن أبلباوم وتسليمها ما يُعرف بـ"جائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية"، وهي جائزة تبلغ قيمتها 25 ألف يورو، وتمنحها سنويًا رابطة بورصة تجارة الكتب الألمانية لشخصية "أسهمت بشكل بارز في تحقيق فكرة السلام، من خلال أنشطتها في مجالات الأدب والعلم والفن بصورة خاصة". لكن الكاتبة المذكورة كانت قد نشرت في السابق مقالًا بعنوان "اقتل الرسول. لماذا تُعدّ استوديوهات الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية أهدافًا عادلة في الحرب الفلسطينية - الإسرائيلية؟"، استفاضت فيه بتسويغ استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للصحافيّين الفلسطينيين في أثناء الانتفاضة الثانية!

مطالبة بتخصيص برامج تُبرز الكتّاب والناشرين والسرديات الفلسطينية

لفت البيان، أيضًا، إلى التناقض الواضح في تصرّف إدارة المعرض، والذي كان قد حظر مشاركة روسيا في دورة العام 2022 بعد اجتياحها لأوكرانيا، بينما تعهّد بزيادة حضور "إسرائيل" في نسخة 2023، بالتزامن مع بدء عدوانها الوحشي على غزّة. كذلك عرّج البيان على علاقات شركات النشر الألمانية متعدّدة الجنسيات، مثل مجموعة "هولتزبرينك للنشر" وشركة "برتلسمان"؛ واللتين تمتلكان استثمارات بملايين الدولارات مع شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمراقبة والتقنيات الأمنية الإسرائيلية.

لقد كانت مجموعة "ناشرون من أجل فلسطين" قد تواصلت مع "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، في سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبل انطلاق دورتها السادسة والسبعين لعام 2024، عبر رسالة مفتوحة طالبت فيها "بإدانة استهداف إسرائيل لكتّاب غزّة وطلابها ومدارسها وجامعاتها ومكتباتها وأرشيفاتها وناشري الكتب في إطار الإبادة الجماعية المستمرة". كذلك دعت إلى "تخصيص برامج تُبرز الكتّاب والناشرين والسرديات الفلسطينية"، لكنها لم تلقَ تجاوبًا مع مطالبها، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ خطوة المقاطعة "لأن عدم فعل شيء ليس خيارًا واردًا، ولا يُمكن أن نسمح بأي حال بتطبيع الاحتلال والفصل العنصري والإبادة".

ذكر أن "ناشرون من أجل فلسطين" هي مجموعة تضامنية عالمية تُدافع عن العدالة وحرية التعبير وقوة الكلمة المكتوبة تضامنًا مع شعب فلسطين، وتنشط في التواصل مع دور النشر والكتّاب لاتخاذ مواقف واضحة من كلّ المؤسسات الثقافية والإعلامية التي ترتبط بعلاقات مشبوهة مع الاحتلال، أو تحاول تبييض صورته ونشر سرديّته في العالم. وتهدف إلى إيجاد تحالف دولي بين قارات العالم السبع يلتزم قضايا الحرية، والعدالة، ومناوئ للاستعمار والعنصرية.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد