أوراق ثقافية

ريتشارد غير: نتنياهو مستبد يقتل الأبرياء وترامب شعبوي

post-img

وصف الممثل الأمريكي ريتشارد غير رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “مستبد يقتل الأبرياء للبقاء خارج السجن”، مشيرًا إلى أنه ينتمي إلى فئة القادة السلطويين مثل فيكتور أوربان وفلاديمير بوتين وشي جين بينغ، وذلك خلال مشاركته في برنامج El Objetivo (الهدف)، الذي تقدمه الإعلامية أنا باستور على القناة السادسة الإسبانية.

قال غير: «يمكننا تصنيف بنيامين نتنياهو في فئة الشخصيات الاستبدادية مثل أوربان، وبوتين، وشي جين بينغ… كلهم لديهم العقلية نفسها. شخصيات غير ديمقراطية، جشعة، متشبعة بالسلطة والهيمنة والثروة. وفي حالة نتنياهو، فهو يفعل ذلك للبقاء خارج السجن، فلو لم يكن رئيسًا للوزراء، لكان في السجن بتهمة الفساد».

أكد الممثل الأمريكي: «ولكي يبقى نتنياهو خارج السجن، عمد إلى قتل آلاف الأشخاص، رغم أن ذلك لم يكن ضروريًا. لقد قتل أبرياء، نساء وأطفال لا ذنب لهم». وتابع قائلاً: «إنه أمر لا يمكن تصوره. 70% من القتلى في غزة هم من النساء والأطفال الأبرياء».

ترامب الشعبوي

لم يتردد بطل فيلم Pretty Woman في توجيه انتقادات حادة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلاً: «ولدينا رئيس يقول لنتنياهو: افعل ما تريد، ويردد: حسنًا، افعل ما يبدو لك». وأضاف الحائز على جائزة غولدن غلوب (2002): «مهما كان دعمنا لإسرائيل، لم يسبق أن كان لدينا رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي: افعل ما تشاء». ووصف غير الرئيس الأمريكي السابق بأنه “شعبوي ذكي للغاية”، وقال: «صحيح أنه ليس مؤدبًا مع العالم، ويفتقر إلى الذكاء العاطفي، لكنه يتقن التلاعب بالناس. يجيد اكتشاف مواطن القلق والخوف وإثارتها. هذا ما يفعله الشعبوي: يبحث عن أعداء، ويخبرك أن مشاكلك تأتي من هؤلاء، وغالبًا ما يكون المقصود هم المهاجرون، فيثير لديك ردة فعل سوداوية».

أعرب غير عن أسفه؛ لأن رئيس الولايات المتحدة “يشيطن كل هؤلاء الناس”، مذكّرًا بحقيقة بلاده: «الولايات المتحدة هي بلد المهاجرين. نحن جميعًا مهاجرون». وتابع الحاصل على جائزة غويا الدولية (2025): «إنه ليس شخصًا يقدم لنا رؤية عن الإمكانيات، عن الفرح والسعادة والعقلانية، بل يرسم لنا عالمًا مظلمًا». وانتقد نجم فيلم An Officer and a Gentleman ترامب لإحاطته نفسه بالأثرياء، قائلاً: «دستور الولايات المتحدة يقول: نحن الشعب، وليس نحن المليونيرات».

أردف بنبرة تحذيرية، أن الجهاز الوحيد القادر على كبح ترامب هو القضاء الأمريكي: «أملي في قضاة المحكمة العليا، فهم الوحيدون القادرون على إيقافه».

الناشط الإنساني

بعيدًا عن السياسة، تطرّق اللقاء إلى البعد الإنساني في شخصية ريتشارد غير. فقد تحدث بتواضع عن انخراطه في مبادرات إنسانية، أبرزها منظمة Open Arms (أذرع مفتوحة) الإسبانية، ومنظمة No One Sleeps on the Street المعنية بمساعدة الأشخاص المشردين.

حكى غير أن انضمامه إلى Open Arms جاء بفضل زوجته الإسبانية، أليخاندرا سيلفا، التي كانت قد حضرت مهرجانًا سينمائيًا، حيث تعرفت على عمل المنظمة الإغاثي ونقلت لمسؤوليها أن زوجها سيكون داعمًا لهم بسبب مواقفه الإنسانية.

يقول غير: «بعد تواصلنا مع مسؤولي المنظمة، توجهنا إلى إيطاليا لنكتشف وجود قانون يجرّم تقديم العون للأشخاص في البحر الأبيض المتوسط. هناك، تعرفت على العراقيل التي تواجه طاقم الإنقاذ، وقررنا التوجه إلى جزيرة لامبيدوزا وشراء مساعدات لنقلها إلى سفينة المنظمة، لكننا واجهنا تهديدًا من السلطات الإيطالية لأصحاب القوارب».

يضيف: «قبل أن يفاجئني أحد مالكي القوارب، بعد أن تعرف عليّ وفتح هاتفه ليعرض عليّ مقطع فيديو لي وأنا أتحدث عن معنى المسؤولية. عندها قرر مساعدتنا، وأبحرنا كيلومترات في عرض البحر حتى التقينا بسفينة المنظمة، وهناك كانت المرة الأولى التي أركب فيها غمار الإنقاذ. رأيت معاناة المهاجرين واللاجئين، وقال لي أحدهم: أفضل الموت على أن أعود إلى بلدي».

البابا رجل من الشعب

مع أنه يعتنق البوذية، لم يتردد ريتشارد غير في التعبير عن إعجابه الشديد بالبابا فرانسيسكو، والذي وافته المنية مؤخرًا، واصفًا إياه بأنه شخصية استثنائية.

قال غير: «لقد كان شخصًا صادقًا، ورجلًا من الشعب بحق. أعجبني حين قال: نحن هنا لبناء الجسور، لا لإقامة الحواجز». وأشار إلى أن البابا فرانسيسكو كان من أبرز المتابعين والداعمين لمنظمة Open Arms، مضيفًا: «أعتقد أنه أنشأ قسمًا خاصًا بالمهاجرين واللاجئين داخل الفاتيكان. من المؤسف أنه غاب، لأنه كان إنسانيًا وشجاعًا بشكل استثنائي، وطرح أسئلة جوهرية بشأن ما كان يُنفذ داخل الفاتيكان».

في ختام حديثه، عبّر غير عن ملاحظة نقدية قائلاً: «تمنيت لو أنه تحدى الصين بشكل أكبر. كان ذلك أحد إخفاقاته».

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد